وقّعت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة مذكرة تفاهم مع مؤسسة الدوحة للأفلام خلال الأسبوع الجاري. وتنص المذكرة على إقامة تعاون طويل الأمد بين الكلية والمؤسسة في مجالات التعليم، والتدريب المهني، والترجمة السمعية البصرية، والترجمة الفورية.

أقيم حفل التوقيع في المدينة التعليمية، وخلاله قالت الدكتورة أمل المالكي، عميدة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية: "يسرّ كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية أن تتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام التي تعدّ أحد الشركاء الاستراتيجيين للكلية. يندرج هذا التعاون ضمن مسؤولية الكلية عن الانخراط الفعال مع الصناعة المحلية، ممثَلةً اليوم بصناعة الأفلام، وذلك بهدف تعزيز أهمية الترجمة السمعية البصرية بشكل خاص، والترجمة التحريرية والفورية بشكل عام، باعتبارها مجالات أكاديمية ومهنية على حدٍّ سواء. من هنا تأتي أهمية مذكرة التفاهم التي وقّعناها، إذ إنها تستهدف مجالات العمل المشترك وإمكانات التعاون المبتكر في الجمع بين دراسات الترجمة وصناعة الأفلام."

تبرز الاتفاقية اهتمامَ كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة ومؤسسة الدوحة للأفلام بتيسير وصول المتفرجين ضعاف السمع والبصر إلى الأفلام واستمتاعهم بها، كما تدلّل على الالتزام القوي لدى الجانبين بالعمل معًا لإقامة مختلف ورش العمل والمشروعات والفعاليات التي تلبّي الحاجات التعليمية لدولة القطر والمنطقة بأسرها. من جانب آخر، تتيح مذكرة التفاهم للطلاب الخريجين فرصة التعاون مع المهنيين العاملين في ميدانَي الإعلام والترجمة، والتعلم منهم.

من جهتها، قالت السيدة فاطمة الرميحي، المدير التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: "في إطار شراكتنا مع جامعة حمد بن خليفة، تسهم مؤسسة الدوحة للأفلام في إعداد وصقل الجيل القادم من المواهب في صناعة الأفلام بدولة قطر؛ إذ ينصب تركيزنا على تأسيس منصات نشطة لتنمية المجتمع تتيح لشبابنا إمكانية اكتشاف مهاراتهم وتنميتها في شتى مناحي صناعة الأفلام، بداية من تاريخ السينما وتقدير إسهامات روادها وصولاً إلى العناصر السمعية والبصرية ومراحل ما بعد الإنتاج. وقد أفرز تعاوننا السابق مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية حالة إبداعية غير مسبوقة في المنطقة تجسدت في تجربة سينمائية شاملة هي الأولى من نوعها من خلال عرض فيلم "بطل ورسالة" معززًا بوسائل أتاحت لضعاف السمع والبصر الاستمتاع بمشاهدته خلال مهرجان أجيال السينمائي في نسخته الأخيرة. فمثل هذه التجارب السينمائية الإثرائية تبرز أهمية المبادرات المبتكرة التي تطلقها مؤسسة الدوحة للأفلام، كما تعكس مدى تركيزنا على إشراك شباب المنطقة في هذه الصناعة."

يُذكر أن العام الماضي شهد تعاونًا بين عددٍ من طلاب ماجستير الترجمة السمعية البصرية في جامعة حمد بن خليفة ومؤسسة الدوحة للأفلام، من أجل تنظيم عرض خاص للفيلم القصير المنتج في قطر بعنوان "بطل ورسالة" ضمن مهرجان أجيال السينمائي، وذلك على هامش الاحتفالية باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي تنظمه الأمم المتحدة. شكّل العرض أول تجربة سينمائية شاملة في المنطقة، حيث قام الطلاب بإعداد ترجمة الشاشة والوصف السمعي للفيلم. وقد أثمر هذا التعاون تمكينَ ضعاف السمع والبصر من الاستمتاع بالفيلم القصير.

تمهّد مذكرة التفاهم بين كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة ومؤسسة الدوحة للأفلام السبيل أمام مبادرات مماثلة للتوعية المجتمعية في المستقبل، كما تؤسّس منصة لتبادل المعرفة والتعلم الأكاديمي والتطور المهني؛ إذ تروم الكلية والمؤسسة عبر هذه الاتفاقية التوعيةَ بأهمية الترجمة وصناعة الأفلام، ونشر المعايير الرفيعة في كلا المجالين بجميع أنحاء المنطقة.

لمعرفة المزيد عن مبادرات التوعية المجتمعية وشراكات الجامعة، يرجى زيارة الموقع http://www.hbku.edu.qa .