معهد دراسات التّرجمة بجامعة حمد بن خليفة يستضيف الأستاذ جاك شاهين ضمن محاضرات متميّزة
استضاف معهد دراسات التّرجمة بجامعة حمد بن خليفة في 7 أكتوبر الباحث العالميّ والناقد الإعلاميّ المعروف الدكتور جاك شاهين، وذلك ضمن سلسلة المحاضرات العامّة المتميّزة التي ينظّمها.
الدكتور شاهين مناصرٌ كبير لمبدأ المذهب الإنساني، وألقى ما ينوف على الألف محاضرة، وكتبَ مئاتِ المقالات التي صدرت في عدّة منشورات مثل مجلّة نيوزويك وصحيفتي وول ستريت وَ واشنطن بوست. وتُبيّن محاضراتُه ومقالاتُه الضررَ الذي تُلحقه الأفكارُ النمطيّة بالأبرياء من الناس. ويكشف شاهين في أعماله الصور المشوّهة، ويشرح سبب استمراريتها، ويقدّم حلولاً عملية تساهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة.
تمحورت محاضرة "إشكاليات الصور النمطيّة للعرب في الثقافة الأمريكيّة" للدكتور شاهين حول كتابه الأخير الذي يحمل عنوان "دليل صورة العربي في الثقافة الأمريكية: أرشيف الصّور النمطيّة" ويعرض صوراً فوتوغرافيّة لأجسام ومواد من أرشيف الدكتور في جامعة نيويورك. ويدرس الكتاب معمّقاً الصور النمطيّة التي رسمتها الثقافة الأمريكيّة للعرب والمسلمين منذ أوائل القرن العشرين وحتّى يومنا هذا. وهدفت هذه المحاضرة في المقام الأول إلى تحفيز النقاش بشأن تأثير الصور النمطيّة على تصوّرات الأفراد والسّياسات المعتمدة على الصعيد الوطنيّ على حدٍّ سواء.
وشمل برنامج المحاضرة عرضاً للفيلم الوثائقي الحائز على عدّة جوائز "العرب السيؤون.. كيف تشوه هوليوود شعباً"، الذي يُبيّن الجانب الاستشراقيّ في تاريخ السينما الأمريكيّة، والذي لم يتغيّر إطلاقاً في مجال دراسات السينما. ويسلّط الدكتور شاهين الضوءَ في الفيلم على الخطاب الذي يحطّ من العرب ويصنّفهم حسب قوالب نمطيّة. ويدعو الفيلم المُشاهد إلى إدراك الحاجة الملحّة إلى خطابٍ مناهض يصوّر واقع العرب الفعليّ، ويبيّن حقيقة تاريخ المجتمع العربيّ وثقافته.
وفي الكلمة التي ألقتها أثناء الفعاليّة المديرة التّنفيذيّة لمعهد دراسات الترجمة، الدكتورة أمل المالكي، قالت: "استضافةُ البروفيسور جاك شاهين شرفٌ كبير لمعهد دراسات الترجمة. فهو من أبرز الكتّاب الذين كرّسوا حياتَهم للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين، ومُحاربةِ الصورة النمطيّة عنهم في وسائل الإعلام والسنيما الأمريكيّة، والتي التصقت بالذاكرة الجماعيّة لدى الشعوب الغربيّة. البروفيسور شاهين يُعتبر جسراً بين ثقافتنا والثقافة الغربيّة، وهذا بالضبط ما نسعى إليه في معهدنا. فنحن لا نكتفي بتكوين مترجمين وأكاديميين فحسب، بل نتطلَّع إلى بناءِ الجسور وخلْقِ جوٍّ من التفاهمِ والتسامح بين الثقافات، كما نسعى إلى إثارة الجدل حول ملفاتٍ ومواضيع مختلفة من خلال استضافةِ أكاديميين بارزين ومتميزين لإلقاء المحاضرات، وفتح باب النقاش والحوار مع الجمهور".
ومن مؤلّفات الدكتور شاهين أيضاً كتاب "الصور النمطيّة للعرب والمسلمين في الثقافة الأمريكيّة الشعبيّة"، والكتاب (والفيلم) الحائز على عدّة جوائز " العرب السيؤون.. كيف تشوه هوليوود شعباً"، وكتاب "مذنبون: حكم هوليوود على العرب بعد 11سبتمبر".
وتتميّز محاضرات معهد دراسات التّرجمة بأنها مفتوحةٌ أمام الجمهور وتستقطب باحثين وأدباء مرموقين كانت لهم مساهماتٍ بارزةً عالميّاً على امتداد مسيراتهم الأدبيّة والأكاديميّة. وتهدف المحاضرات إلى تنمية الوعي الثّقافيّ العام، وتذكية النقاش بشأن القضايا الرّاهنة.