الأخلاقيات والمسؤولية الاجتماعية عنوان نقاشات المؤتمر السنوي الدولي الثامن للترجمة من معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة
انطلقت اليوم في مركز قطر الوطني للمؤتمرات فعاليات المؤتمر السنوي الدولي الثامن للترجمة، الذي ينظمه معهد دراسات الترجمة التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، وذلك بحضور أكثر من (150) مشاركًا، كان من بينهم سفراء وخبراء من القطاع وأكاديميون وشخصيات إعلامية مؤثرة.
ويُعقد هذا المؤتمر الأول من نوعه سنويًا وبشكل حصري للمهنيين والباحثين في مجال الترجمة، والترجمة الفورية في منطقة الشرق الأوسط، ويوفر منصة للخبراء في هذا المجال؛ لمناقشة القضايا البارزة على مستوى العالم، وإعادة رسم حدود هذه المهنة في ظل التوقعات الدائمة التغير للاقتصاد العالمي.
وتُقام فعاليات المؤتمر لهذا العام تحت عنوان "متطلبات القرن 21: المترجمون والمسؤولية الإنسانية والاجتماعية"، وتتناول المسؤولية الأخلاقية للمترجمين، التي كثيرًا ما يتم تجاهلها في الظروف الدولية الراهنة المليئة بالتقلبات السياسية والاجتماعية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية من المؤتمر بحضور عدد من الشخصيات البارزة، كان من بينهم سفراء كلٍ من: بلجيكا، وسوريا، وإسبانيا، والملحق الثقافي لسفارة البحرين.
كما حضر المؤتمر السيدة بثينة النعيمي، رئيس مكتب التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، وقادة جامعة حمد بن خليفة، الدكتور أحمد حسنة، رئيس الجامعة؛ والدكتور خالد بن لطايف، وكيل الجامعة، وعميد كلية العلوم والهندسة، والمدير التنفيذي لمركز التعليم التنفيذي بجامعة حمد بن خليفة.
وقد ناقشت جلسات اليوم الأول من المؤتمر (23) موضوعًا لها صلة بأبرز التحديات التي يواجهها مجال الترجمة، وذلك بمشاركة متحاورين من كبار الباحثين الدوليين وخبراء المجال والشخصيات الإعلامية. وكان من بين المشاركين السيد خالد المنيعا، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، أكبر صحيفة تصدر باللغة الإنكليزية في منطقة الشرق الأوسط؛ وهو مذيع أخبار مشهور، ومقدم لبرنامج حواري على التلفزيون السعودي. إلى جانب الدكتور أحمد البنيان، أول عميد لمعهد الملك عبدالله للترجمة والتعريب، وعضو شعبة الترجمة الرسمية لهيئة الخبراء في مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، والذي يدير أيضًا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
[Ethics and Social Responsibility at the Forefront of HBKU's TII’s Eighth International Translation Conference]
وفي معرض تعليقها على موضوع المؤتمر لهذا العام، قالت الدكتورة أمل المالكي، عميدة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة: "من الصعب بمكَان ممارسة المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية في مهنة عادةً ما تخوض في مجالات حساسة، مثل: القانون والسياسات، والرعاية الصحية، والاقتصاد الاجتماعي، والنشاط السياسي أو الاجتماعي. وغالبًا ما ينسى الناس أن دور المترجمين والمترجمين الفوريين يتخطى حدود التعامل مع الكلمات، فهم بمثابة وسائط، وصلة وصل اجتماعية وسياسية وثقافية عند الحاجة. ويصبح هذا الدّور أكثر أهمية في المواقف الحساسة، حيت تصبح المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمترجم على المحك".
وقد شمل برنامج المؤتمر لليوم الأول خمس جلسات حوارية منفصلة تناولت موضوعات متنوعة ذات صلة بالمسؤولية الاجتماعية، وغطت موضوعات عدة، مثل التحليل الاجتماعي والسياسي للقضايا الرئيسة المتعلقة بدول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمومًا، وركزت على الدور الأخلاقي الذي تلعبه الترجمة في قضايا الخطاب العام.
وحول دور المؤتمر في معالجة القضايا المهنية والأخلاقية التي تواجه المجال، قال خالد المعينا: "إن دور المترجم بالغ الأهمية، لاسيما في القضايا الاجتماعية والسياسية. فأي خطأ يرتكبه المترجم، سواء كان من خلال الإضافة أو الحذف، قد يتسبب في بعض الأحيان بنتائج كارثية. لقد بدأت صراعات كبرى في العالم بسبب خطأ في الترجمة؛ ولذا فإنه من المهم عقد مثل هذه الفعاليات لمناقشة المعضلات الأخلاقية التي نواجهها كمترجمين ومترجمين فوريين بشكل متكرر".
وإلى جانب الجلسات الحوارية، تم عقد ورشتي عمل للتأكيد على الترابط القوي بين الممارسة النظرية والعملية. وقد قدّم الورشة الأولى الدكتور أحمد العلوي، مدير مركز الترجمة والتدريب بمعهد دراسات الترجمة، حيث ركزت على موضوع "أخلاقيات الترجمة: تحديد القضايا الأخلاقية في الترجمة، وتحليلها، ومعالجتها"، في حين ركزت الجلسة الثانية على "ممارسات ومنافع الترجمة في المجالات القانونية والصحية والمجتمعية"، قدمها السيد نبيل راشد، الذي يعمل مدققًا للترجمة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، وهو أيضًا عضو في اللجنة المنظِّمة لدورة الألعاب الآسيوية، والمسؤول عن ملف الترجمة.
وكانت هذه الورش مفتوحة أمام طلاب الترجمة والمهنيين، حيث استعرضت أمامهم سيناريوهات افتراضية ذات صلة بالمعضلات الأخلاقية في ظروف العمل المختلفة. ويمكن للمشاركين الذين لم يتمكنوا من حضور ورش العمل في اليوم الأول المشاركة في ورش عملٍ مماثلةٍ ستقام بعد انتهاء الجلسة الختامية من المؤتمر يوم غدٍ.