الاعتماد على الترجمة لنقل المعارف بين الثقافات
استضاف معهد دراسات الترجمة، عضو جامعة حمد بن خليفة، يوم 21 أكتوبر 2014 الدكتورة منى بيكر، أستاذ دراسات الترجمة ومدير مركز الترجمة والدراسات الدولية في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، لإلقاء محاضرة عامة سلّطت من خلالها الضوء على اهتماماتها البحثية في مؤسسة قطر، وأكدت من خلالها أن دور المترجم ينطوي على مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بنشر المعارف على مستوى العالم.
تحظى منى بيكر بمكانة مرموقة عالميًا في مجال الترجمة، وقد لخصت وجهات نظرها حول كيفية عمل المترجمين في مناطق النزاعات السياسية خلال المحاضرة التي تعد إحدى حلقات سلسلة المحاضرات المتميزة التي ينظمها معهد دراسات الترجمة والتي تعكس اهتمام المعهد وإسهاماته في بناء المستقبل القائم على المعرفة في دولة قطر. ألقت الدكتورة منى بيكر المحاضرة تحت عنوان "الترجمة لحركات الاحتجاج" في مركز قطر الوطني للمؤتمرات وشرحت خلالها كيفية إتمام عملية التواصل عبر المترجم في فترات النزاعات والصراعات.
يعتمد معهد دراسات الترجمة على مؤلفات الدكتورة منى بيكر في تدريس الترجمة لطلابه، مثلما تفعل العديد من الجامعات الدولية. وفي حديثها مع صحيفة "تليجراف مؤسسة قطر،" أثنت الدكتورة منى بيكر على نجاح المعهد في تطوير منهج قائم على أفضل الممارسات يسمح بإعداد الطلاب لمواجهة التحديات العملية في المستقبل.
قالت الدكتورة منى بيكر: "أنا مشاركة في معهد دراسات الترجمة منذ تأسيسه، وكانت الفكرة الرئيسية فيه هو تدريب الطلاب ليس على مجرد الترجمة التحريرية والترجمة الفورية فحسب، وإنما على اكتساب القدرة على أداء دورهم المنوط بهم على أكمل وجه، بما يؤدي إلى اكتسابهم القدرة على المشاركة في الخطاب المجتمعي العام في تخصصاتهم عند الحاجة. وبطبيعة الحال، يعد التدريب عنصرًا مهمًا جدًا في عملية الترجمة بأنواعها، بيد أنه ينبغي للطلاب أن يتحلوا بالقدرة على استيعاب ما وراء المفاهيم المجردة وذلك لخدمة أنفسهم وخدمة المجتمع. وبهذا يكتسب الطالب الثقة والقدرة على التفكير في الموضوعات المختلفة التي يعمل عليها ويتعاون مع الغير على إنجازها؛ فالمرء لا يستطيع التعامل مع المعرفة في الفراغ عازلًا نفسه عن باقي العالم. المعرفة لا تستقر مكانها، بل تسافر وتحلق بعيدًا بفضل جهود المترجمين. وبالنسبة لغالبية الناس، تعتمد عملية الوساطة "المعرفية" هذه بشكل كبير على الترجمة بأنواعها، فهي المسؤولة عن تغيير وعي الناس ببلد معين أو منطقة ما."
تتمثل رسالة معهد دراسات الترجمة في بناء القدرات البشرية في مجال الترجمة بأنواعها، فضلًا عن أداء دور ريادي في هذا المجال طبقًا للدكتورة منى بيكر التي أضافت: "أنا مندهشة للغاية بما تحقق، فالمعهد يزخر بكوكبة من أرقى المترجمين. ويتم تقدير جهود أعضاء هيئة التدريس دوليًا ويصدر عن المعهد مطبوعات تفيد جميع العاملين في مجال الترجمة. لقد نجح المعهد في جذب الطلاب المؤهلين على أعلى مستوى وأسس بيئة يستطيع المشاركون فيها تقديم أفضل ما لديهم، كما يواصل المعهد الارتقاء بأدائه تدريجيًا لضمان إنجاز أهدافه بالشكل الصحيح."
وخلال وجودها في دولة قطر، تحدثت الدكتورة منى بيكر إلى الطلاب والطلاب المحتملين عن المهارات المتوقع أن يحصِّلوها من الدراسة في معهد دراسات الترجمة قائلةً: "ثمّة مهارات لا يمكن التنازل عنها كي تصبح مترجمًا، منها الإلمام الجيد بأكثر من لغة والتميز بالحساسية الثقافية والوعي الثقافي. من الأهمية بمكان أيضًا أن يكتسب المترجم الوعي بالأخلاقيات والمسؤوليات، لأن المترجم وسيط في كل الأحوال، كونه يمنح أصحاب الثقافات المختلفة الذين يتحدثون لغات متباينة الأساس المناسب لبناء وجهات نظرهم. وعلى المترجم أن يكتسب القدرة على التفكير الإبداعي والتكيّف، وأن يكون لديه الإلمام الجيد بالتكنولوجيا لأن عملية الترجمة أصبحت تقوم حاليًا على استخدام التكنولوجيا. على بعض المستويات يكون دور المترجم أشبه بالطبيب، كونه يضطلع بمسؤولية جسيمة، غير أنه حينما يتحلى المترجم بالحساسية والوعي على المستوى الثقافي سيجد أن الأمر مجزٍ للغاية."