8th Annual International Translation Conference Panels

الجلسات العامة للمؤتمر السنوي الدولي الثامن للترجمة

ظافر طحيطح
جامعة ليدز، المملكة المتحدة

النساء والسيارات والأيديولوجيات: الديناميات الاجتماعية المؤثرة على التمثيلات عبر اللغوية لخطاب حقوق الإنسان في السعودية

لا يكاد خطاب حقوق الإنسان يحظى بالاهتمام البحثي في مجال دراسات الترجمة، لا سيما في بلدان العالم العربي. فمنذ اندلاع ثورات "الربيع العربي" في عام 2011، اكتسب خطاب حقوق الإنسان زخمًا كبيرًا (إيشاي، 2013). وتعد حركة حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر القضايا الحقوقية إثارة للجدل في المملكة. ويركز هذا البحث على دراسة حالة الناشطة السعودية لجين الهذلول التي تعرضت للسجن بسبب قيادتها لسيارتها (ديردن، 2015). وقد وُجهت هذه الحالة بالعديد من الصراعات الأيديولوجية الداخلية، حيث عمد قطاع كبير من المجتمع السعودي إلى شيطنة خطاب حقوق الإنسان. كما استغلت عدة جهات دولية فاعلة على الساحة السياسية هذه الحالة عينها لأسباب أيديولوجية مختلفة.

قامت وسائل الإعلام بدور الأداة الرئيسية في متابعة وبناء مثل هذه الصراعات الأيديولوجية. وتسعى هذه الورقة البحثية إلى تحليل كيفية تأثير الأيديولوجيا على تصوير خطاب حقوق الإنسان في الأخبار بين اللغتين العربية والإنجليزية في هذا السياق. وتتضمن متون هذه الدراسة تقارير إخبارية باللغتين العربية والإنجليزية حول حالة لجين الهذلول، وقد تم الحصول على تلك المادة من اثنتين من وكالات الأنباء المتنافرة أيديولوجيًا، وهما: قناة العربية (التابعة للمملكة العربية السعودية) وقناة العالم (التابعة لإيران). ويعتمد الإطار المنهجي لهذه الدراسة على نسخة معدلة من نموذج فيركلو ثلاثي الأبعاد للتحليل النقدي للخطاب (1989، 1992، 1995). وتتناول الدراسة مسألة التأثير الأيديولوجي من خلال تحليل مستويات مختلفة من التحليل، مثل الانزياحات (shifts) الترجمية والتعديلات التحريرية التي تتم على المستويين المعجمي والنحوي؛ والسيميائية البصرية؛ والسياقات التاريخية والاجتماعية والسياسية؛ والاستراتيجيات الخطابية التي يتم تطبيقها لنقل القصة ذاتها عبر وكالات أنباء مختلفة.

وتهدف هذه الورقة البحثية إلى توسيع معرفتنا بالقضايا الراهنة ذات الصلة بترجمة الأخبار في العالم العربي. كما تحاول إحراز بعض التقدم في اتجاه تعزيز فهمنا لتأثير الأيديولوجيا على الخطاب الإعلامي وطريقة استخدام ذلك كأداة سياسية.

المراجع:

Dearden, L. (2015). Saudi Arabian woman jailed for defying driving ban to run in elections after ban overturned. The Independent. Retrieved from http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/saudi-arabian-woman-loujain-al-hathloul-jailed-for-defying-driving-ban-to-run-in-elections-after-ban-a6768256.html
Fairclough, N. (1989). Language and Power. London: Longman.
Fairclough, N. (1992). Discourse and social change. Cambridge: Polity Press.
Fairclough, N. (1995). Critical Discourse Analysis: The Critical Study of Language. London: Longman.
Ishay, M. (2013). The spring of Arab nations? Paths toward democratic transition. Philosophy

هانم الفرحاتي
مركز دراسات الترجمة والدراسات العربية والإسلامية والشرق أوسطية في جامعة ليدز، المملكة المتحدة

ترجمة الهجاء السياسي في الثورة المصرية إلى اللغة الإنجليزية

بينما تندر الدراسات العربية التي تتناول الهجاء السياسي، فثمة نمو مذهل يشهده هذا النشاط في الآونة الأخيرة. وقد تطرق الهجاء السياسي للعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية في العالم العربي؛ إذ استحوذت أحداث "الربيع العربي" على منطقة الشرق الأوسط بأكملها منذ اندلاعها مطلع عام 2011، وتشهد مصر بروز علاقة فريدة تجمع بين الرسوم الكاريكاتورية والهزلية السياسية من ناحية والأعمال السينمائية والمسرحية من ناحية أخرى، وقد امتد هذا الأمر إلى عالم الغناء أيضًا. وهذه العلاقة تجعل متابعة مثل هذه الأعمال وقراءتها أمرًا مثيرًا للاهتمام بشكل كبير. على الجانب الآخر، ثمة طبيعة ثقافية تُميَّز هذه العلاقة وتقترن بها، ما يجعل ترجمة تجلياتها إلى لغة أخرى تحديًا غير عادي. وينبع هذا التحدي من الإشارات التي تحيل إلى مشاهد الأفلام والمسرحيات والأغاني الناطقة بالعامية المصرية التي تحمل بين طياتها عناصر اجتماعية ودينية وغيرها من العناصر ذات الخصوصية الثقافية، وهو ما يتطلب معرفة متعمقة وقدرة على الربط بين هذه الإشارات والعناصر المكونة للهجاء السياسي محل البحث والنظر. ومن ثمّ، فإن ثنائية الثقافة في هذا السياق، كما عبّر عنها المصطلح الذي استخدمه نايدا (2001: 82)، تكتسب أهمية أكبر من ثنائية اللغة.

يناقش هذا العرض التقديمي تحديات ترجمة الهجاء السياسي الذي واكب الثورة المصرية من اللغة العربية إلى الإنجليزية على مدار السنوات الخمس الماضية، وهي الفترة التي شهدت ثلاث مراحل في السياسة المصرية بدءًا بالإطاحة بمبارك، مرورًا بصعود الإخوان المسلمين ثم الإطاحة بهم في نهاية المطاف، وانتهاءً بانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا جديدًا لمصر. وتتبنى هذه الورقة البحثية نهجًا متعدد الأنساق (كريس، 2009) لتحليل التناص بين مختلف عناصر الصورة، وكيف يسهم كل عنصر في نقل المعنى، وكيف لا يمكن تجاهل أي من هذه العناصر أو التقليل من شأنها خلال عملية الترجمة.

أسماء الدحيم
جامعة برمنجهام، المملكة المتحدة

ترجمة الخطاب السياسي عبر مختلف الثقافات: دراسة مقارنة بين ترجمات مختلفة لخطابات الرؤساء إبان الربيع العربي

في عالمنا المعاصر الذي تسوده تيارات العولمة وتؤدي فيه الترجمة دورًا رئيسيًا في بناء فهمٍ عابر للثقافات، تبث شتى وسائل الإعلام العديد من الأحداث بلغات مختلفة. وخلال السنوات القليلة الماضية، زادت معدلات الصراعات والصدامات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وارتفعت موجة من التظاهرات والاحتجاجات أجبرت قادة دول على التفاعل معها والتحدث إلى شعوبهم عبر إلقاء العديد من الخطابات. ويركز هذا البحث على خطابين اثنين ألقاهما كل من معمر القذافي بتاريخ 22 فبراير 2011، وحسني مبارك يوم 10 فبراير من العام نفسه. يتناول الجزء الأول من البحث إجراء دراسة مقارنة للنصوص المصدر تتضمن تحليلاً نصيًا وسياقيًا بالاعتماد على نموذج فيركلو في التحليل النقدي للخطاب (فيركلو، 1995)، ونموذج كريس في التحليل السيميائي متعدد الأنساق (كريس، 2010). أما الجزء الثاني من البحث فيُعنى بعرض تحليلٍ مفصلٍ يتناول ثلاثة أنواع مختلفة من ترجمة كل خطاب من خلال تطبيق نموذج مركب يجمع بين التحليل النقدي للخطاب ونهج كريس في تحليل سمات النص داخل النطاق اللغوي وخارجه على حدٍ سواء. ويضاف إلى ذلك الاعتماد على النهج السردي عند بيكر (بيكر، 2006)، الذي يهدف إلى الكشف عن طريقة تطبيق خاصية الاقتطاع الانتقائي (selective appropriation) التي تتبعها معظم وكالات الأنباء بهدف إعادة تشكيل ترجمتها للأخبار وتحويلها لحبكة سردية جديد تناسب أيديولوجيتها الخاصة. ويسعى البحث لتسليط الضوء على الطريقة التي ينعكس بها تغير نوع النص بين المصدر والهدف في الغرض من النص نفسه؛ ويتضح هذا مثلاً من خلال دراسة التغييرات التي تطرأ على خطابٍ سياسي تحفيزي، أو ربما تهديدي، عندما يتحول إلى مقال محايد أو خبر أو تعليق تنشره إحدى المدونات المتاحة عبر شبكة الإنترنت. ومن ثمّ، فإن اقتران عملية الترجمة مع تغيير أسلوب عرض الخطاب قد ينجم عنه دون قصد تغيير في المعنى أو نوع النص أو السياق الأيديولوجي أو الخطابي. كما يبرز البحث أهمية تعدد الأنساق في عملية الترجمة، وهي سمة تكشف عن أهمية نقل الصورة ولغة الجسد وأجواء إلقاء الخطاب إلى الجمهور المتلقي للنص الهدف.

المراجع:

Baker, M. (1992). In Other Words: A course book on translation. London: Routledge.
Baker, M. (ed.) (1998). The Routledge Encyclopaedia of Translation Studies. London: Routledge.
Baker, M. (2006). Translation and conflict: A narrative account. Routledge.
Bazzi, S. (2009) Arab News and Conflict: A Multi-Disciplinary Discourse Study. Amsterdam: John Benjamins.
Chilton, P. & Schaffner. C. (1997). Discourse and Politics, In Discourse as Social Interaction. London: Sage Publications.
Chilton, P. & Schaffner. C. (eds). (1999). Politics as Text and Talk: Analytic Approaches to Political Discourse. Amsterdam: John Benjamins Publishing Company.
Fairclough, N. (1992) Discourse and Social Change. Cambridge, UK: Polity Press.
Fairclough, N. (1995) Critical Discourse Analysis: The critical study of language. London, UK: Longman.
Fairclough, N. (2001) Language and Power. London, UK: Longman.
Kress, G. (2010). Multimodality. A social semiotic approach to contemporary
Communication London: Routledge Falmer.

عديلة بن عوده
جامعة الجزائر 2 ، الجزائر

ترجمة الرسوم الكاريكاتورية السياسية في أوقات الحروب والنزاعات بالدول العربية

يلعب المترجمون دورا أساسيا في ايضاح الأمور بالنسبة لغير العرب سواء تعلق الأمر بالترجمة الفورية أو بترجمة النصوص أو غيرها كون هؤلاء الوسيط بين مصدر المعلومة ومتلقيها.

كما أن ترجمة الإعلام بشكل عام تنقسم إلى ترجمة السمعي البصري والمكتوب وهذه الأخيرة أنواع منها ترجمة المقالات، ترجمة العناوين وترجمة الكاريكاتير السياسية. وفي ورقة بحثنا هذه، سنركز على آخر نوع وهو ترجمة الكاريكاتير السياسية بحيث عند تقييم هذه الترجمة خلال الحروب والنزاعات العربية، نرى أن هناك اختلالا بين ما ينقل إلى العربية وما ينقل عنها، بحيث يساهم نقص الترجمة في الوطن العربي في تشكيل ثغرة "اللاتفاهم" بين العالم العربي والآخر أيّا كان.

فليس للجمهور الغربي منفذ للأخبار العربية وهذا لأن القليل منهم قارئ للعربية والقليل من الصحافة العربية تترجم إلى لغات أجنبية وإذا ترجمت في الغالب تقوم أطراف غريبة عن المؤسسة ذاتها بالترجمة ومصلحتها غير مصلحة المؤسسة “الأم”، وبالتالي يكوّن الجمهور الغربي أحكامه استنادا لما يشاهده من صور في القنوات الغربية أو ما يسمعه وما يقرأه في الصحافة الغربية من تحليلات أكانت صائبة أم مضلّلة.

مقابل هذا، لم يقم العرب باطلاع الجمهور الغربي بواقع ومواقف الشارع العربي وكذا إعطاء قراءات موضوعية موجّهة للجمهور الغربي في محاولة لتعديل هذه الأحكام والتصورات، إلا فيما يصدر عن بعض المؤسسات الإعلامية والصحفيين والباحثين.

ومن خلال الأمثلة التي سنتطرق إليها في هذا العرض، سنرى أن معظم ما يتم نقله من رسوم كاريكاتورية، يصب في مصب معاداة أمريكا والغرب، حيث سيتجلى لنا من خلال التحليل أن الكاريكاتير لا تحتاج بالضرورة إلى نص يرافقها لكي تفهم بشكل جيد إلا في بعض المواضع أين يتوجب نزع الإبهام بإضافة تعليق للصورة، إلا أنه يمكننا ملاحظة العديد من الإضافات حيث اعتمد المترجمون على وضع عناوين مترجمة للكاريكاتير إن لم يكن يرافقها التعليق وفي البعض الآخر، عمدوا على تحرير نص يرافقها في شكل تعليق.

بينوا ليجيه
جامعة كونكورديا في مونتريال، كندا

"مترجمي الشفهي": الصحفيون وخفاء المرافقين

تهدف هذه الورقة البحثية إلى تحليل رؤيتين لدور المرافق - وهو المترجم الشفهي الهاوي أو المحترف الذي يعمل بصحبة الصحفيين الأجانب في مناطق النزاع في أغلب الأحيان. وقد قام الصحفي الكندي جرايم سميث والمراسل البريطاني روبرت فيسك بتغطية الأحداث في الشرق الأوسط أثناء العمليات العسكرية والحروب، خاصة في أفغانستان وإيران والعراق، معتمدين في ذلك بدرجات متفاوتة على قدرة المرافقين المحليين لإيصال المعلومات في مقالاتهم التي نشرت في الصحف الغربية. وتختلف الطرق التي يتبعها هذان الصحفيان في وصف دور مرافقيهم ووظيفتهم وحتى هيئتهم اختلافًا كبيرًا؛ فبينما يصر أحدهما على حضور مرافقه الذي يصفه بالمعاون ويكاد يصوره في شخصية الأم الراعية، لا يكاد الآخر يذكر الحاجة للوساطة اللغوية حتى في المواقف التي يظهر فيها بوضوح عدم إتقانه للغة. وسوف تسلط المواجهة مع هذين الوصفين لحلقات الوصل بين اللغات الضوء على الطريقة التي يُنظر بها إلى أهمية الترجمة الشفهية في مناطق النزاع، وعلى وهم التواصل بدون حدود لغوية، وبشكل أوسع على الاعتراف بدور المرافقين في عالم الصحافة.

لمياء خليل
جامعة بومرداس، الجزائر

فضل المترجمين في نقل علم السيميائية إلى اللغة العربية في العصر الحديث

كان مجال العلامة أو ما يُطلَق عليه اسم "علم السيميائية" عند العرب قديما شیّقا و مثيرا للغایة، حتى أنه سبق الغرب في بعض المسائل مثل تلك المتعلقة بالدلالیة. و لقد ترك العرب إرثا لا یُستهان به في هذا المجال تمثل بالخصوص في إلمامهم بالدرس الدلالي. و من مميزات سیمیائیة تلك الحقبة إسنادها إلى مختلف مستویات اللغة العربیة كالصرف و النحو و الدلالیة و التفسیر و كذا القرآن الكریم. و من بين هؤلاء الأعلام نذكر الجاحظ الذي بحث في العلامات غیر اللغویة مفضلا العلامات اللغویة،

 و الجرجاني الذي سبق دو سوسور في اعتباره العلامة اللغویة اعتباطیة، و ابن سینا الذي  اهتم بمكونات الدلالة بما في ذلك المرجع و اللفظ و المعنى.

أما في الوقت الراهن، فتختلف المعطيات تماما، حيث يعود الفضل للمترجمين العرب في نقل معظم التطورات التي يشهدها هذا المجال عند الغرب، سواء تعلق الأمر بالمدرسة الأوروبية بزعامة دو سوسور و غريماس أو المدرسة الأمريكية بزعامة موريس و بورس.

تندرج دراستنا إذن في إطار استمرارية البحوث حول مجال الترجمة، و بالخصوص دور المترجمين في نقل النهضة السيميائية الغربية إلى اللغة العربية. و يتمثل الهدف الرئيسي من هذا البحث في كشف الستار عن الدور الريادي الذي لعبه المترجمون العرب في نقل مجال السيميائية عن الغرب.  و لبلوغ الهدف المتوخى من دراستنا، نعرض الإشكاليات الآتية:

  • كيف لعب المترجمون دورا فعالا  في نقل السيميائية الغربية الحديثة إلى اللغة العربية؟
  • ومن هم المترجمون الذين وقفوا وراء واقع النشاط الترجمي الحالي؟
  •  ماهي آفاق و تحديات ترجمة ميدان السيميائية إلى اللغة العربية؟

و من أجل الإجابة عن هذه التساؤلات، وظّفنا جملة من المقاربات المنهجية، إذ تعتبر دراستنا تاريخية وصفية بامتياز، ترجع بنا إلى الوراء للحديث عن أول ما تُرجم إلى اللغة العربية في مجال السيميائية. كما تصف دراستنا واقع و تحديات ترجمة هذا الميدان المعقد إلى اللغة العربية.

محمد جمال
مستشار في الترجمة السمعية البصرية، سيدني-أستراليا

الترجمة السمعية البصرية في العالم العربي النسخة السادسة (استعراض الأدبيات)

إن دراسات الترجمة السمعية البصرية، بوصفها تخصصًا أكاديميًّا ذا طبيعة فريدة في اللغة العربية، تمر بطور تصاعدي، وإن كان بطيئًا. وعلى الرغم من ذلك، فثمة قاعدة ناشئة من الأدبيات تعنى بدراسة جوانب مختلفة للترجمة السمعية البصرية. وتورد هذه الورقة البحثية تقريرًا حول استعراض هذه الأدبيات بهدف تحديد الأسس النظرية التي لا تحكم منهجية البحث فحسب، بل تقرر موضع دراسات الترجمة السمعية البصرية بوصفها تخصصًا فريدًا في اللغة العربية. وتشمل الأدبيات التي تستعرضها هذه الدراسة رسائل دكتوراه (7) ورسائل ماجستير (16) ومقالات منشورة في دوريات (7) ومقالات ضمن موسوعات (1) ومراجعات للنظراء (11).

تتبع هذه الورقة البحثية نسقًا تبناه المؤلف؛ إذ يقوم من خلاله بإلقاء نظرة شاملة على دراسات الترجمة السمعية البصرية في العالم العربي، ومن ثم إجراء دراسة تركز على هذا المجال بهدف الربط بين السياسة والممارسة. ويتبنى هذا البحث "السنوي" موضوعًا يركز على قضية محددة في إطار الفحص الشامل للسياق الاحترافي للترجمة السمعية البصرية في العالم العربي. وقد عنيت النسخ السابقة من هذا البحث المستمر بدراسة الترجمة السمعية البصرية كمجال ناشئ (2007)، كما درست وضع الترجمة السمعية البصرية في مصر (2008)، ورصدت التقدم الذي تحرزه الترجمة السمعية البصرية في اللغة العربية (2013)، ورسمت خريطة للمجال (2014)، واحتفلت بالذكرى السنوية العشرين للترجمة السمعية البصرية (2015).

ومن المقرر أن يلقي بحث الترجمة السمعية البصرية في نسخته السابعة نظرة على طرق تدريس الترجمة السمعية البصرية في الأوساط الأكاديمية العربية (2017)، وتكمن أهمية هذا البحث في ريادته وارتباطه الوثيق بالموضوع. وتكشف النسخة السادسة من بحث الترجمة السمعية البصرية بعنوان "استعراض الأدبيات" أنه بعد مرور عشرين عامًا على ظهور الترجمة السمعية البصرية كتخصص أكاديمي في الغرب، لا تزال معظم الجهود العربية لتعريب دراسات الترجمة السمعية البصرية تواجه عقبات كؤود على مستوى السياسات وطرق التدريس والممارسات.

شيني كومار ناندي
جامعة حيدر أباد، الهند

قضايا وتحديات ترجمة التواصل غير الشفهي على الشاشة

يشير التواصل غير الشفهي إلى قنوات مختلفة للتواصل تختلف من بلد لآخر، مثل وضعيات الجسم والإيماءات والملابس والموائمات (النقر والحك واللمس وما إلى ذلك) والحركات الرمزية (التلويح للوداع ورفع إصبع الإبهام والتلويح للترحيب ورفع القبضة) وغيرها. ويمكن ترجمة أي نص أدبي إلى أي لغة، وقد سبق ترجمة أي حوار أو خطاب أو صوت على الشاشة إلى لغات مختلفة عبر طرق للدبلجة وترجمة الشاشة، أما التعبيرات غير الشفهية للممثلين أو الشخصيات على الشاشة فلم تحظ بأي اهتمام. وتفرض الترجمة السمعية البصرية للتواصل غير الشفهي تحديًا كبيرًا ينبغي تناوله؛ إذ تبرز خلال ترجمة الأفلام ضرورة تناول التواصل غير الشفهي سعيًا لفهم عناصر النقل اللغوي والثقافي لفيلم معين. وتطرح هذه الورقة البحثية مجموعة من التساؤلات وتحاول إيجاد إجابات لها: كيف يمكن ترجمة التواصل غير الشفهي على الشاشة؟ هل يوجد أي تاريخ لترجمة التواصل غير الشفهي؟ وهل يمكن ترجمة التواصل غير الشفهي على الشاشة؟ وما أهمية ترجمة التواصل غير الشفهي على الشاشة؟ وهل من الضروري ترجمة التواصل غير الشفهي على الشاشة؟ وما القضايا والتحديات التي تواجه ترجمة التواصل غير الشفهي؟

ديفيد أوريجو-كرمونا
جامعة أستون (المملكة المتحدة)، وجامعة فري ستيت (جنوب أفريقيا)

دراسات الترجمة (ومهنة الترجمة) ودور الترجمة غير الاحترافية في توسيع نطاقها

تضع ترجمة الشاشة غير الاحترافية المستخدمين النهائيين في واجهة هذا الفعل الترجمي بوصفهم مستخدمين نشطين، أو "منتجين مستهلكين" (prosumers)؛ إذ تقع على عاتق جمهور المتابعين أنفسهم مهمة إنتاج الترجمات، بدلاً من قيام جهة خارجية متخصصة بتقديم الترجمة لهم (Cronin 2012). وقد أحدثت دمقرطة التكنولوجيا توسعا في مجال الترجمة كنشاط اجتماعي، فانخرط الناس من جميع أرجاء العالم في أنشطة الترجمة غير الاحترافية، وهكذا أضحت الترجمة في حد ذاتها عملاً اجتماعيًا بشكل أكبر. ويمتد نطاق الترجمة غير الاحترافية من العمل الترفيهي الخالص إلى الالتزام والنشاط الاجتماعي الفعال، كما تهدف إلى زيادة الاندماج الاجتماعي. ومن خلال تحدي الوضع الراهن لمهنة الترجمة التي لا تحظى فعليًا بالتقدير الكافي، تواجه الترجمة غير الاحترافية تحديات ومقاومة تأتي بشكل أساسي من الممارسين المحترفين وبخاصة من بلدان العالم الغربي. بيد أن ذلك النشاط الذي يقوم به المترجمون غير المحترفين يمكن أن يساعدنا في فهم الأدوار الجديدة التي تضطلع بها الترجمة في القرن الحادي والعشرين.

تستعرض هذه الورقة البحثية سلسلة من الدراسات التي تتقصى عملية إنتاج ترجمات الشاشة غير الاحترافية ومدى التجاوب معها، وذلك لتقديم مناقشة شاملة حول تأثير الترجمة غير الاحترافية على دراسات الترجمة بوجه عام. وقد أظهرت هذه الدراسات، استنادًا إلى مقارباتٍ ومنهجياتٍ مختلفةٍ، أن المجموعات غير الاحترافية التي تمارس ترجمة الشاشة تتبع عمليات إنتاج تماثل تلك التي ينتهجها الممارسون المحترفون لترجمة الشاشة (Orrego-Carmona 2016)، وأن تلك المجموعات تنشئ في عملها هياكل هرمية، بغض النظر عن هدف الحفاظ على آليات تنظيمية أفقية (Pym et al. 2016). كما أشارت النتائج إلى أن ترجمات الشاشة غير الاحترافية تحظى بمعدل تجاوب جماهيري يماثل في جودته ما تحصل عليه مثيلاتها الاحترافية (Orrego-Carmona 2015)، وأن تزايد الإقبال عليها يمكن أن يغير من عادات الجمهور الاستهلاكية (Orrego-Carmona 2014).

إن هذا الاستعراض لبحوث تجريبية تناولت ترجمة الشاشة غير الاحترافية يمهد لإطلاق نقاشٍ يأتي في وقته بشأن مهنة الترجمة. ما دور المترجمين غير المحترفين في الاقتصاد العالمي غير الرسمي وكذا في السياقات التنموية؟ ما الآثار التي يمكن للجمهور في ظل تمكينه ومواكبته لتطورات التكنولوجيا أن يحدثها في مجال الترجمة؟ ماذا عن مؤسسات التدريب على الترجمة التي تواجه واقع وجود جهات تدريب بديلة للمترجمين؟ وهكذا يتعين تحليل الآثار المترتبة لهذه القضايا على مجال الترجمة باستخدام مختلف الأطر؛ ذلك لأنها بلا أدنى شك سوف تتفاوت تبعًا للظروف المختلفة في الدول الغربية وغير الغربية. وتمتلك أنشطة الترجمة غير الاحترافية القدرة على إبراز الأوجه المختلفة التي يمكن أن تتخذها مهنة الترجمة في جميع أنحاء العالم.

المراجع:

Cronin, Michael (2012): Translation in the digital age. London, New York: Routledge.
Orrego-Carmona, David (2014): Subtitling, video consumption and viewers: The impact of the young audience. In Translation Spaces 3, pp. 51–70. DOI: 10.1075/ts.3.03orr.
Orrego-Carmona, David (2015): The reception of (non)professional subtitling. Unpublished PhD thesis. Universitat Rovira i Virgili, Tarragona.
Orrego-Carmona, David (2016): Internal structures and workflows in collaborative subtitling. In Rachele Antonini, Chiara Bucaria (Eds.): Non-professional Interpreting and Translation in the Media: Peter Lang, pp. 211–230.
Pym, Anthony; Orrego-Carmona, David; Torres-Simón, Esther (2016): Status and technology in the professionalization of translators. Market disorder and the return of hierarchy. In JoSTrans, The Journal of Specialised Translation (25), pp. 33–53. Available online at http://www.jostrans.org/issue25/art_pym.php.

جان نيتزكي
جامعة ماينز، ألمانيا

حل المشكلات التي تواجه مهام الترجمة من الصفر ومرحلة التحرير اللاحق

تشهد الحاجة إلى الترجمة نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة بالرغم من حدوث أزمات مالية. وسعيًا لتلبية هذه الحاجة، بدأت الشركات والمنظمات الدولية الاعتماد على الترجمة الآلية في تنفيذ أعمال الترجمة الخاصة بها. بيد أنه في كثير من الأحيان لا تلبي مخرجات الترجمة الآلية التوقعات المتعلقة بالجودة، وبخاصة عندما يكون هناك حاجة لنشر النص المترجم أو توزيعه. وهنا تبرز الحاجة لوجود مترجمين لتحسين تلك المخرجات، وهي العملية التي يطلق عليها "التحرير اللاحق". كثيرًا ما تتضمن عمليات الترجمة أنشطة حل المشكلات. فعندما تكون ترجمة النص المصدر غير واضحة للمترجم للوهلة الأولى، أو بعبارة أخرى عندما يكون هناك عائق يفصل بين النص المصدر والنص الهدف، يمكن النظر حينئذ إلى عملية الترجمة باعتبارها عملية إشكالية. ولذا ينبغي أن يوفر استخدام مخرجات الترجمة الآلية في إتمام مهام الترجمة مزايا تنعكس على الكفاءة ويقلل الجهد المبذول في حل المشكلات. بيد أنه في حال كانت جودة مخرجات الترجمة الآلية غير مقبولة، ربما ظهرت وحدات ترجمية جديدة تنطوي على إشكاليات. أجريت سلسلة من التجارب قام خلالها 24 مترجمًا (منهم 12 محترفًا و12 شبه محترف) بإنجاز ترجمات من الصفر، والقيام بأعمال التحرير اللاحق لمخرجات ترجمة آلية، وكذا تحريرها اعتمادا على لغة واحدة فقط. وقد تم تسجيل جلسات الترجمة والتحرير باستخدام تطبيق "Tobii TX300" لرصد حركة العين وتطبيق "Translog II" لتسجيل الضربات على لوحة المفاتيح. وإجمالاً، عمل المترجمون على ستة نصوص (نصين اثنين لكل مهمة). وبالنسبة لمهام التحرير اللاحق، تم ترجمة النصوص بشكل مسبق باستخدام خدمة الترجمة الآلية من جوجل "Google Translate". تم تحليل البيانات من تطبيقي رصد حركة العين وتسجيل الضربات على لوحة المفاتيح للحصول على مؤشرات للمشكلات المختلفة، ومعرفة الاستراتيجيات المتبعة لحل المشكلات المتعلقة بمهام الترجمة ومهام التحرير اللاحق. فمثلاً، تشير التحليلات إلى أن مخرجات الترجمة الآلية أسهمت في حل بعض المشكلات المعجمية التي واجهها المشاركون في مهمة الترجمة من الصفر، في حين أنها سببت زيادة في المشكلات النحوية التي تظهر في هذا النوع من الترجمة. وسوف يتناول هذا العرض مناقشة مشكلات محددة تتعلق بمخرجات الترجمة الآلية بين اللغتين الإنجليزية والألمانية، وإن كان من الممكن أن تنسحب أيضًا على أزواج لغوية أخرى، ثم نختتم العرض بتقديم صورة شاملة للتحديات التي تواجه عملية التحرير اللاحق لمخرجات الترجمة الآلية والمزايا التي تجلبها.

خوليان ساباتا
جامعة أوتاوا، كندا

تأهيل المترجمين التحريريين والشفهيين لعصرٍ جديدٍ للتفاعل بين المترجم والحاسوب وبين المترجم والمعلومات: دروس مستقاة من تقنية إملاء الترجمة التفاعلي

ظلت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من مشهد الترجمة التحريرية والشفهية لعقودٍ عدة، وقد أسهمت حتمًا في تعديل الصورة الذهنية المتكونة عن هاتين المهنتين، وكذا طرق تدريسهما وممارستهما. ويدرك الباحثون والمدربون والعاملون المحترفون في مجالات الترجمة التحريرية والشفهية ضرورة ألا يقتصر الأمر على دمج التقنيات الحديثة ضمن برامج التعليم دمجًا فعالاً فحسب، بل أن يتعدى ذلك لتحسين الأدوات القائمة وإنشاء أخرى جديدة تواكب التطور الذي تشهده أجهزة الحاسوب وتلبي الاحتياجات والتفضيلات البشرية المتغيرة فيما يخص إنتاج المعلومات وتخزينها والوصول إليها واستخدامها. يهدف عرضي التقديمي إلى استكشاف تقنية إملاء الترجمة التفاعلي من منظور تربوي. وتعد تقنية إملاء الترجمة التفاعلي إحدى تقنيات الترجمة الناشئة التي تنطوي على التفاعل مع واجهات متعددة الوسائط مزودة بتكنولوجيا التعرف على الصوت، وذلك عبر جميع مراحل عملية الترجمة. ومن أمثلة التطبيق التجاري لتقنية الواجهات متعددة الوسائط الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والحواسيب التي تعمل بشاشات اللمس، وجميعها مزودة بشكل أساسي بخصائص التعرف على الصوت والاستجابة للمس. وقد أثبتت تقنية إملاء الترجمة التفاعلي أن لديها إمكانات لكي تصبح في المستقبل القريب واحدة من أكثر طرق العمل كفاءة وفاعلية من حيث التكلفة وملاءمة من حيث هندسة العلاقة بين الإنسان والآلة بالنسبة للممارسين المحترفين في مجالات الترجمة التحريرية والشفهية، بيد أنه لا يزال هناك حاجة لمواجهة بعض التحديات التقنية والتربوية الهامة. سوف يتضمن عرضي التقديمي في البداية وصفًا لتطور تكنولوجيا التعرف على الصوت وبيان المدى الذي بلغناه في استكشاف إمكاناتها واستخدامها في ممارسة الترجمة وتدريسها في السنوات الأخيرة. سوف أتطرق بعد ذلك إلى بعض التحديات والقيود الحالية التي تواجه هذه التكنولوجيا مع تقديم الدعم لفكرة إدخال دورات الترجمة فور القراءة وإملاء الترجمة وتقنيات التعرف على الصوت ضمن برامج تدريب المترجمين التحريريين والشفهيين كحلٍ جزئيٍ لمواجهة تلك التحديات (جواديك، 2007؛ ميز وآخرون، 2013؛ ساباتا وكويريون، قيد الطباعة). وسأختتم حديثي بعرض بعض نتائج الدراسة التجريبية التي أجريت أخيرًا على تقنية إملاء الترجمة التفاعلي في إطار بحثي لنيل درجة الدكتوراه في مجال دراسات الترجمة ومناقشة هذه النتائج من منظور تربوي، كما سأشير إلى بعض المسارات التي يمكن خوضها لإجراء مزيد من البحوث مستقبلاً.

صامويل لاوبلي
جامعة زيورخ، سويسرا

ما بعد مرحلة التحرير اللاحق: مستقبل الترجمة بمساعدة الحاسوب

مع التقدم السريع في مجال بحوث الترجمة الآلية، أضحت بروتوكولات الترجمة بمساعدة الحاسوب، مثل التحرير اللاحق لمخرجات الترجمة الآلية، واقعًا يعيشه المترجمون المحترفون، وليست خيارًا. ومع ذلك، كثيرًا ما تفرض البروتوكولات الحالية على المترجمين المحترفين مخرجات للترجمة الآلية سيئة التراكيب لا تتفق وقواعد اللغة، ما أدى إلى حالة من التناقض؛ فالمترجمون لا يفضلونها بالرغم من إسهامها في زيادة الإنتاجية (جرين وآخرون، 2013). ولذا فإنني أسوق في هذا العرض التقديمي الحجج المؤيدة لإحداث تحول نموذجي في مجال الترجمة بمساعدة الحاسوب؛ إذ ينبغي تمكين المترجمين من طلب الاستعانة بالترجمة الآلية لكلمات أو عبارات فردية وفق ما يرونه مناسبًا بدلاً من إعطائهم تلقائيًا أجزاء من نصوص ترجمت مسبقًا بشكل كامل. وتنبع دوافع القيام بذلك من الخبرة العملية المكتسبة من تنفيذ مهام التحرير اللاحق لنصوص مترجمة آليًا في مجال صناعة السيارات وتوطين البرمجيات، بالإضافة إلى النتائج الأخيرة التي توصلت إليها البحوث في عملية الترجمة (لاوبلي وجيرمان، 2016). وسوف أعرض نماذج لتطبيقات أولية تتضمن تقييمًا تجريبيًا للبروتوكولات المشار إليها آنفًا في الترجمة المعتمدة على أساليب مزجية لتوليد النص "mixed-initiative translation"، مع إبراز أهمية التفاعل الأمثل بين ما يراه المترجمون (واجهات المستخدم) وما يُنتج آليًا في خلفية المشهد (خوارزميات الترجمة). آمل أن تثير الدراسة ردود أفعال وتعليقات نقدية تساعد في صقل النهج المقدم وجعله ملائمًا حال المضي قدمًا في البحث، لا سيما من جانب اختصاصيي اللغات غير الغربية الذين تم تجاهلهم كثيرًا جدًا عند تصميم تسلسل سير العمل والتقنيات المستخدمة في الترجمة بمساعدة الحاسوب حتى الآن.

المراجع:

Green, Spence, Jeffrey Heer, and Christopher D. Manning. The efficacy of human post-editing for language translation. In Proceedings of the SIGCHI Conference on Human Factors in Computing Systems, pages 439–448. ACM, 2013.
Läubli, Samuel, and Ulrich Germann. 2016. Läubli, Samuel, and Ulrich Germann. Statistical modelling and automatic tagging of human translation processes. In New Directions in Empirical Translation Process Research, pages 155–181. Springer International Publishing, 2016.

فولجا يلماز جوموس
جامعة الأناضول، تركيا

تصوير المترجم في الأدب التركي في القرن الحادي والعشرين

شهدت السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام الأكاديمي بالترجمة كمهنة، ولعل ذلك يعزى إلى زيادة الاهتمام بالمهنة نظرًا لتنامي الحاجة للترجمة - أي عامل السوق من جانب؛ وتأثير التوجهات السوسيولوجية في مجال دراسات الترجمة التي تركز على العنصر "البشري" في فعل الترجمة - أي العامل البحثي من جانب آخر. وعلى الرغم من ذلك، كانت الترجمة كمهنة محط اهتمام أيضًا في مجال بناء الشخصيات في عالم الأدب على مدار سنوات طويلة. واعتمادًا على الروايات التركية المعاصرة، تستكشف هذه الدراسة دور المترجم وهويته ووضعه في الأعمال الأدبية من خلال الروايات التركية المنشورة في القرن الحادي والعشرين، كما تسعى للإجابة على سؤال حول كيفية تصوير المترجمين في الروايات الصادرة في القرن الحادي والعشرين. جمعت بيانات الدراسة من خمس روايات تركية لعب فيها مترجم دور الشخصية الرئيسية أو إحدى الشخصيات الثانوية. ومن المهم الإشارة إلى أن أحداث الروايات تدور أيضًا في القرن الحادي والعشرين، بحيث يتسنى لنا تكوين رؤية متعمقة عن التصويرات والتصورات المعاصرة للمترجمين في الأعمال الأدبية. وبعد ذلك نوظف أشكال رأس المال الرمزي عند بورديو لاستجلاء وضع المترجمين في تركيا بناءً على البيانات التي جمعناها من الروايات التركية المعاصرة. وسوف تساعدنا نتائج هذه الدراسة في فهم تصورات الوضع الاجتماعي والثقافي والنفسي للمترجمين.

موتسوكو تسوبوي
جامعة جونتيندو، اليابان

استحداث مفهوم الأمة في الشعب الياباني: دور الترجمة والمترجمين في تحديث دولة اليابان في أواخر القرن التاسع عشر

تركز هذه الدراسة على مصطلح "مينزوكو" (minzoku) الذي تم استحداثه كترجمة لكلمة "أمة" إبان ما يعرف بفترة مييجي (1868 - 1912)، وذلك بهدف استكشاف عملية وضع مفهومٍ جديدٍ من خلال الترجمة. كما تبين تأثير هذا المصطلح على تكوين الشعب الياباني (nihon-jin) كأمة. وفي ضوء تحليل استخدام مصطلح "مينزوكو" في نصوص الصحف والمجلات والأدبيات الأخرى التي سطرتها أقلام مفكرين انخرطوا في نشاط الترجمة أواخر القرن التاسع عشر، تتقصى هذه الدراسة جوانب تحديد المفهوم المقترن بهذا المصطلح وتمدده في طول اليابان وعرضها في عدة سياقات اجتماعية وثقافية وتاريخية. وأخيرًا، يسلط مؤلف الدراسة الضوء على دور الترجمة والمترجمين في عملية التحديث التي شهدتها دولة اليابان من منظور مختلف.

بدأت فترة مييجي التي واكبت انطلاقة اليابان في طريقها للتحديث بعد سقوط نظام شوغونية توكوغاوا. وكان من نتائج هذه الفترة أن تحولت اليابان من مجتمع إقطاعي إلى دولةٍ قوميةٍ حديثةٍ. ومع تنامي الوعي بمخاطر الهيمنة الغربية على منطقة شرق آسيا، أدرك الساسة والعلماء والمفكرون الضرورة الملحة لمعرفة المزيد عن الغرب، وهكذا صارت ترجمة الأدب الغربي مشروعًا ذا أهمية وطنية. ولكنهم واجهوا مهام معقدة تتعلق بترجمة مفاهيم متجذرة في التاريخ والمجتمع الغربيين في حين أنها غير مألوفة تمامًا بالنسبة لسياق التقاليد الياباني المتأثر بشدة بالأفكار الكونفوشيوسية. وحتى يتسنى إعادة تمثيل تلك المفاهيم الغربية، تم صك العديد من المصطلحات الجديدة كألفاظ مركبة برموز نظام كانجي الكتابي (حروف صينية)، وكان أحدها مصطلح "مينزوكو". ويبين التحليل مدى التأثر الشديد الذي شهدته عملية استحداث ذلك المصطلح وتحديد مفهومه بظهور الإمبراطورية الألمانية تحت حكم الملك البروسي الذي وحد ألمانيا كدولة قومية. وقد كان لاكتساب المفهوم الجديد دور هام في خلع صفة الأمة على الشعب الياباني - "نيهون جين"، وإرساء الأساس الأيديولوجي لتقوية النظام الإمبراطوري والتوسع الاستعماري الذي قادته اليابان في مراحل لاحقة.

عبد الله بن سرجان
طالب باحث بسلك الدكتوراه، مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، المغرب

طه عبد الرحمن مُنَظِّرا للترجمة الفلسفية

لما كانت الفلسفة أهم المباحث التي من شأنها النظر في وجود الإنسان وعلاقاته بمحيطه وبأبناء جنسه؛ وكانت الترجمة أبلغ أشكال التواصل والمثاقفة بين الشعوب والأمم عبر الأزمان؛ فإن اجتماعهما تحت مسمى الترجمة الفلسفية  يكتسي أهمية معرفية بالغة وفاعلية إجرائية في سبيل الخروج من "المأزق الوجودي"، وتجديد أواصر التواصل والتعارف، بغية فتح آفاق أرحب للتعايش الإنساني بعيدا عن العنف والتطرف بشتى أنواعهما.

من هذا المنطلق، جاءت هذه الدراسة في شكل مقاربة لنظرية الترجمة الفلسفية عند الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن؛ باعتبار أنه اتخذ من الترجمة الفلسفية ركيزة أساسية لمشروعه القائم على الحق في الاختلاف الثقافي والفكري. مبينين كيفية تمثل طه للترجمة الفلسفية، وأوجه الجِدَّة والتميز في طرحه الذي بلغت فيه الترجمة قمة الإبداع والتثاقف الحق.

وتكتسي مقاربة سؤال الترجمة في إطار المشروع الطهائي طابع الازدواج من حيث المنهج، لأن هذا المشروع يرتكز على النقد التقويمي وإعادة التأسيس؛ إضافة إلى كونه يشتغل على جبهتين رئيسيتين: مراجعة الفلسفة ونقد الحداثة. ولهذه الاعتبارات، ارتأينا أن نقسم البحث إلى ثلاثة محاور رئيسية، مسبوقة بتمهيد يدور حول معالم المشروع الفلسفي الطهائي؛ فجاء التقسيم كما يلي:

التمهيد:

ونروم من خلاله مقاربة المشروع الفكري لطه عبد الرحمن، من خلال التركيز على البعدين الاختلافي والإبداعي فيه؛  مؤكدين على أن الترجمة الفلسفية حجر الزاوية والخيط الناظم في هذا المشروع الذي يروم بناء فضاء إنساني متسع للجميع، لغته الاختلاف والتواصل والإبداع.

المحور الأول: الترجمة الفلسفية كتجل للحق في الاختلاف:
وفيه سنحاول مقاربة الفعل الترجمي، من حيث  كونه تجليا للحق في الاختلاف الفكري وللمثاقفة، في إطار مراجعة الفلسفة ونقد الحداثة.

المحور الثاني: الترجمة الفلسفية التزام أخلاقي يروم التجديد والابداع:
وسنرصد فيه معالم الإبداع والفرادة والتميز في نظرية الترجمة عند طه عبد الرحمن.

المحور الثالث: ضروب الترجمة الفلسفية:
وسنبين ضروب الترجمة التي استحدثها طه عبد الرحمن، مع تبيان أوجه التقارب والتداخل فيما بينها.

آنا بونوماريفا
مركز دراسات الترجمة، كلية لندن الجامعية

شهرزاد دافعًا إبداعيًا لعملين فنيين

شهدت العقود الخمسة الماضية إصدار ثلاثة أعمال أكاديمية بحثية على الأقل تناقش مسألة الترجمة السيميائية التبادلية، قدَّمها كل من رومان ياكوبسون (1959) ودوجلاس هوفستادتر (1997) وأنتوني بيم (2010). ويهدف عرضي التقديمي إلى تطوير النقاش الدائر حول هذه المسألة وتقديم المزيد من الأدلة على أهمية هذا النوع من الترجمة في نشر المعلومات الثقافية عن الآخر بغية تأسيس فهم أفضل بين مختلف الشعوب. تتمحور ورقتي البحثية حول تحليل الترجمات السيميائية التبادلية متعددة الأنساق لكتاب "ألف ليلة وليلة" من خلال أعمال فنية مثل المتتالية السيمفونية للموسيقار ريمسكي-كورساكوف (1888) وأحد عروض الباليه لفرقة "باليه روس" (Ballets Russes) التي أسسها سيرجي دياغيليف (1910)، وكلاهما يحمل اسم شهرزاد. وسوف يظهر مدى التأثير الذي أحدثه هذان المشروعان الفنيان في تشكيل نظرة العالم الغربي تجاه الشرق مع بدايات القرن العشرين، ولعلهما كانا مسؤولين أيضًا عن زيادة الاهتمام بين عامة الجمهور بالثقافة الشرقية في ذلك الوقت. ويمكن تصنيف مشروعي كورساكوف ودياغيليف بين تلك المشروعات التي استخدمت فيها استراتيجية التغريب غير المألوف، بيد أن الدراسة سوف تؤكد على أن هذا النوع من التغريب كان ضروريًا منذ قرن مضى لجذب انتباه الناس الذين يعيشون في الغرب ودعوتهم للنظر إلى الشرق من زاوية مختلفة عبر دراسة أدبه وثقافته. يمثل هذا العرض التقديمي امتدادًا لأبحاثي في عقد المقارنات واستخلاص أوجه الشبه بين الموسيقى والأدب، ودراسة عددٍ من النصوص التي يمكن تصنيفها على أنها نماذج انتقلت عبر تحول نوعي إلى عالم الموسيقى (بونوماريفا 2007، 2012).

مارلي فان روين
جامعة فري ستيت، جنوب أفريقيا

الإعلام المجتمعي في جنوب أفريقيا: الترجمة بوصفها أداة للتنمية

يؤدي الإعلام المجتمعي دورًا محوريًّا بوصفه أداة مستخدمة في عمليات التنمية، خاصة في دول الجنوب العالمي. ويضطلع الإعلام المجتمعي في جنوب أفريقيا بمهمة تنموية محددة تمس أولويات التنمية الاجتماعية والبشرية والاقتصادية (مكونزا، 2004: 117). ولكي تستطيع الإذاعة المجتمعية بالتحديد القيام بدورها كمحرك لمسيرة التنمية، ينبغي أن تكون البرامج والأخبار الإذاعية ذات صلة باحتياجات المجتمع المحلي المحدد والمستهدف بالرسالة، ويسري ذلك أيضًا على لغة البث. ويجري تقديم الأخبار في الإذاعة المجتمعية بجنوب أفريقيا في بيئات تشهد مستويات مرتفعة من التعددية اللغوية، إذ تبث بعض المحطات الإذاعية بما يصل إلى 7 لغات من أجل خدمة المجتمع. وينم تأثير هذا التعدد اللغوي عن وجود شكل من أشكال النشاط الترجمي، وإن كان الصحفيون لا يقرون بالضرورة بأهمية الترجمة أو حتى حضورها في عملية إنتاج الأخبار. يعني ذلك أن ثمة حاجة لدراسة مدى تعقيد العملية فيما يتخطى الطبيعة اللغوية لترجمة الأخبار (قارن فان دورسلار، 2010؛ باسنيت، 2005). ونظرًا لدور ووضع ممارسات الترجمة في هذه البيئات، من الضروري لمشروع من هذا القبيل الاعتماد على إطار مفاهيمي يسمح بتحديد بزوغ عملية الترجمة. ويتمثل هدف دراستنا في تخطي البحث في الترجمة بوصفها منتجًا إلى تقصي القضايا الاجتماعية التي تتضمن في هذه الحالة الجهات الفاعلة البشرية وغير البشرية التي تشترك في ممارسات إنتاج الترجمة اليومية للأخبار في الإذاعة المجتمعية. ونطبق هنا نظرية الشبكة الفاعلة التي وضعها برونو لاتور (2005) بوصفها أداة منهجية لتقصي هذه الممارسات الترجمية في مكان حدوثها. واعتمادًا على أمثلة من محطات إذاعية في مقاطعة فري ستيت، تستهدف هذه الدراسة وصف عملية إنتاج ترجمة الإخبار وشرحها، والممارسات والأنشطة الترجمية في مكان حدوثها، والجهات الفاعلة (سواء بشرية أو غير بشرية) التي تشترك في عملية إنتاج الأخبار.

المراجع:

Bassnett, S. 2005. Bringing the news back home: Strategies of acculturation and foreignisation. Language and Intercultural Communication 5(2):120–130.
Latour, B. 2005. Reassembling the social: An introduction to actor-network theory, Oxford: Oxford University Press.
Mkonza, K. 2004. Community media and the MDDA. Ecquid Novi: African Journalism Studies 25(1):115–118.
Van Doorslaer, L. 2010. The double extension of translation in the journalistic field. Across Languages and Cultures 11(2):175–188.

مؤمن صالح
جامعة برمنغهام، المملكة المتحدة

دور المترجمين الشفهيين في التأثير على سرديات الصراع الليبي

زادت بشكل ملموس مع مرور السنين الحاجة لمترجمين شفهيين يقومون بدور الوسطاء الذين يذللون العقبات اللغوية في مناطق الحروب. ويرجع ذلك إلى إكساب النزاعات طبيعة عالمية على الصعيد السياسي، حتى المحلية منها بين أطراف يتحدثون اللغة نفسها في منطقة معينة. وخلال الانتفاضة الليبية في 2011، سعى المترجمون الشفهيون المناصرون للثوار إلى استجلاب التدخل الدولي عن طريق محاولة التأثير على سرديات الصراع أثناء انخراطهم في عملهم كوسطاء لغويين. ينصب تركيز هذه الدراسة على السرديات التي ترجمها مترجمون شفهيون ليبيون فقط على الجانب المناصر للثوار، مع اقتصار التحليل على الفترة من 17 فبراير 2011 إلى 19 مارس 2011. وتهدف هذه الدراسة إلى استكشاف الدور المؤثر الذي قام به المترجمون الشفهيون الليبيون في صياغة سرديات الصراع الليبي. كما تسعى إلى إظهار كيف ساعد تدخل المترجمين الشفهيين في تغيير الواقع وأسهم في صياغة سرديات الصراع كما أرادوا. تقوم منهجية البحث المتبعة في هذه الدراسة على آلية استطلاع الرأي ذات النهج متعدد الوسائل المتمثل في توزيع استبيان وإجراء مقابلات شخصية مع مترجمين شفهيين ليبيين قاموا بالعمل هناك. أما الإطار النظري للدراسة فيعتمد على سمات السردية كما أوردها سومرز وجيبسون (1993: 59) وتأثير المترجمين الشفهيين على صياغة سرديات الحرب (بيكر 2010: 213-217). ويجري تحليل البيانات باستخدام نموذج بيكر لتأطير السرديات في الترجمة. وتُظهر نتائج هذه الدراسة أن المترجمين الشفهيين يضطلعون بدور رئيسي في مناطق الصراع مستفيدين من قدرتهم على تغيير السرد من خلال عملية الترجمة الشفهية وتقديمه في نسختهم الخاصة.

المراجع:

Baker, M. (2006). Translation and conflict: A narrative account, Routledge.
________ (2007). Reframing conflict in translation. Social Semiotics, 17(2), 151-169.
________ (2010). Interpreters and translators in the war zone: Narrated and narrators. The Translator, 16(2), 197-222.
Harding, S. A. (2012). “How do I apply narrative theory?”: Socio-narrative theory in translation studies. Target, 24(2), 286-309.
Somers, M. R. & GIBSON, G. D. (1993). Reclaiming the epistemological other: narrative and the social constitution of identity.

محمد فاسيل
جامعة حيدر أباد، الهند

القيادة من أجل الترجمة الشفهية: دراسة حالة تتناول المترجمين الشفهيين للغة العربية في كيرالا

تسعى هذه الدراسة إلى استقصاء الممارسة التي يسطر بها سائقو التاكسي في مدينة كوتشي الواقعة في وسط كيرالا بالهند تاريخا مختلفا للترجمة الشفهية من خلال عملهم مترجمين شفهيين للغة العربية مع السائحين العرب الذين يزورون كيرالا. ويعمل هؤلاء السائقون-المترجمون الشفهيون بالتعاون مع وكالات رحلات مختلفة تنظم برامج في الأغلب لسائحين عرب، كما يتحدثون لهجات عربية مختلفة بطلاقة كبيرة. وعلى الرغم من وجود آلاف الأشخاص العائدين من الخليج في كيرالا، إلا أن هؤلاء السائقين العائدين من الخليج يستغلون ما اكتسبوه أثناء إقامتهم في دولة أجنبية بطريقة أكثر إنتاجية ويساهمون في تعزيز الاقتصاد المتنامي لولاية كيرالا. تبحث هذه الدراسة في مسائل من قبيل تقويض سائقي التاكسي فكرة المفهوم النخبوي للترجمة الشفهية وتحويلها إلى فن ومهنة أكثر انتشارًا، كما تتناول كيفية استيعاب هذه المهنة للمزيد من العائدين من الخليج وجمعهم في فضاء إبداعي. وتنظر هذه الدراسة أيضًا في إسهام هؤلاء المترجمين الشفهيين في اقتصاد ما بعد الاستعمار، ويشمل ذلك كيفية تحقيق المجتمع المسلم لاكتفائه الذاتي وبناء رأس مال اقتصادي قوي في أعقاب الهجرة إلى الخليج عندما كان أبناؤه مهمشين بدرجة كبيرة من جانب إرساليات الولاية. كما تبرز الدراسة أيضًا الدور المحوري الذي قام به الباحثون والمترجمون الذين درسوا اللغة العربية في بناء رابط ثقافي واقتصادي قوي بين الشعوب الخليجية والمسلمين في كيرالا. وتستقصي هذه الدراسة كذلك مفهوم الأمة وكيف تفرض الهجرة الخليجية تحديًا لصحته عبر بناء الصلات التي تتخطى الحدود، وما للغة والدين من دور حيوي في تحقيق ذلك.

كايو ماتسوشيتا
الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو، اليابان

بحث قائم على المتون اللغوية اعتمادًا على مؤتمرات صحفية يتوسط فيها المترجمون الشفهيون في اليابان

من أكبر العقبات التي تواجه دراسات الترجمة الشفهية غياب البيانات الأصلية القابلة للتحليل التي تحتوي على تفاصيل تعكس صورة الأداء في الترجمة الشفهية، ولا يمكن الحصول عليها عبر تجارب المقارنة المحكومة فقط. وسعيًا للتغلب على مثل هذه العقبات، بُذلت محاولات لاستخدام تسجيلات في مواقف واقعية للترجمة الشفهية من أجل بناء متون لغوية متوازية تحتوي على خطابات أصلية كنصوص مصدر ومخرجات المترجمين الشفهيين كنصوص هدف. ولكن هذه المحاولات تتم عادةً في أوروبا حيث تتيح المنظمات الدولية كمًا كبيرًا من البيانات (مثل متن البرلمان الأوروبي للترجمة الشفهية أو EPIC). ومن ثمّ يكمن تفرد الدراسة الحالية في اعتمادها على 300 ساعة من البيانات الخطابية الإنجليزية واليابانية تم الحصول عليها من مؤتمرات صحفية توسط فيها مترجمون شفهيون وعقدت في النادي الصحفي الوطني الياباني على مدار أكثر من خمسة أعوام مضت. وهناك مشروع قائم مدته أربع سنوات ويشارك فيه سبعة أعضاء بتمويل من الحكومة اليابانية يستهدف إنشاء متن لغوي متواز يجمع بين الإنجليزية واليابانية، وهو المتن الأول من نوعه من حيث الحجم وأصالة البيانات التي يتم جمعها. وتتضمن مجموعة البيانات عمليات ترجمة فورية وتتبعية قام بها مهنيون على درجة عالية من التدريب بين اللغتين الإنجليزية واليابانية. ولا يكتفي المتن بجمع مواد الفيديو والتسجيلات الصوتية والنصوص المفرغة، بل يشمل أيضًا بيانات بأشكال موجية للترجمات بين اللغتين الإنجليزية واليابانية مصحوبة بالنصوص المقابلة لها كلمة بكلمة، وذلك باستخدام أداة ELAN في وضع حواشي مركبة شارحة للموارد الصوتية والمرئية. ويتم تحويل البيانات التي تنتجها أداة ELAN إلى متن نصي باستخدام متصفح YAWAT الذي يتيح القيام بكافة أنواع التحليل القائم على المتون على المستوى النصي. ونأمل أن يتيح إنشاء مثل هذا المتن الذي يتسم محتواه بالشمول والأصالة والديناميكية إمكانية الاختبار التجريبي لفرضيات عديدة لا تزال بانتظار التأييد والتأكيد علميًّا في مجال دراسات الترجمة الشفهية وما يتعداها، كما نتطلع إلى توسيع نطاق البحث في هذا المجال لكي يشمل أزواجًا لغوية غير أوروبية.

جولي بويري،
جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، فرنسا

هنري جونز،
جامعة مانشستر، المملكة المتحدة

ويكيبيديا وشبكاتها للترجمة التطوعية التي لا تشهد قدرًا كبيرًا من التعاون 

يميل النقاش الحالي حول الترجمة وإعلام المواطن في كثير من جوانبه إلى التركيز على ما يجمع بين الأفراد للتطوع ببذل الوقت والجهد عند تعاونهم في مشروعات يقودها المواطن. فقد سلط باحثون مثل بيكر (2013) وبيريز-جونزاليز (2010) الضوء على الشعور المشترك بالتجاذب السردي الذي يربط جماعات المترجمين المشاركين والأهداف السياسية أو الجمالية المحددة التي تستهدف هذه الجماعات تحقيقها عبر نشاطهم في مجال التقريب بين الثقافات.

ولكن حالة الترجمة التعاونية في سياق موسوعة ويكيبيديا التي ينشئ محتواها المستخدمون تطرح زاوية بديلة للنظر إلى هذه العملية للإنتاج المشترك. فعلى الرغم من توحد أعضاء مجتمع ويكيبيديا بشكل عام على إيمانهم بمبدأ الإتاحة المجانية للمعرفة، والتزامهم بالرغبة في إنشاء مورد للمعرفة يمكن الوصول إليه بشكل مفتوح، يندر وجود إجماع مطلق على أي فروع المعرفة ينبغي إدراجه وأيها ينبغي استبعاده، وأفضل طريقة لمقاربة هذه المهمة. وعند جمع وترتيب المعلومات المطلوبة لإنتاج النصوص باللغة الهدف، يتجادل المساهمون المترجمون، جدالاً حادًا في أحيان كثيرة، حول الطرق التي ينبغي اتباعها للتعامل مع التحديات التي يفرضها التباين اللغوي والثقافي للمعرفة البشرية. ومن هذا المنطلق يمكن بكل وضوح النظر إلى ويكيبيديا باعتبارها موقع ترجمة يتنافس فيه الأفراد على الأقل بقدر ما يتعاونون، ويتدافعون بقدر ما يتجاذبون. ويبرز هذا العرض التقديمي أكثر الطرق إفادة في شرح وتقصي المفاوضات المعقدة التي تدور رحاها في هذه البيئة، وذلك عن طريق الجمع بين توجه قائم على السردية الاجتماعية لدراسة الترجمة (بيكر 2006) والمنحى التحليلي المكاني الذي يحث على اتباعه مفهوم "الهيتيروتوبيا" أو فضاءات الغيرية عند ميشيل فوكو (1984\1986). وسوف أحاول من خلال ذلك تقديم رؤى متعمقة حول عملية الترجمة التي يقودها المواطن والتي تحفل بالخلاف والنزاع، وهي شكل من أشكال التقريب بين الثقافات المختلفة "لا يشهد الكثير من التعاون" ينخرط فيه المناصرون المترجمون أصحاب الكثير من وجهات النظر المختلفة والمتعارضة.

المَراجع:

Baker, Mona (2006) Translation and Conflict: A narrative account, London & New York: Routledge.
Baker, Mona (2013) ‘Translation as an Alternative Space for Political Action’, Social Movement Studies: Journal of Social, Cultural and Political Protest, 12(1): 23-47.
Foucault, Michel (1984/1986) ‘Of Other Spaces’, Translated by Jay Miskowiec from the original French text: ‘Des Espaces Autres’, Diacritics, 16(1): 22-27.
Pérez-González, Luis (2010) ‘‘Ad-hocracies’ of Translation Activism in the Blogosphere. A Genealogical Case Study’, in Mona Baker, Maeve Olohan and María Calzada Pérez (eds), Text and Context, Manchester: St Jerome Publishing, 259-287. 

ستيفانيا تافيانو،
جامعة مسينا، إيطاليا

الترجمة والحراك الفني: الهيب هوب العربي أنموذجًا 

الهيب هوب أسلوب موسيقي عالمي شهير حاز اهتمام الجماهير في جميع أنحاء العالم، ويتخذ أشكالاً مختلفة طبقًا للتقاليد الموسيقية والثقافية للبلدان التي يجري فيها تأويل هذا اللون الموسيقي أو إعادة تأويله. وقد استرعى الهيب هوب في السنوات الأخيرة انتباه الباحثين في تخصصات مختلفة، لا سيما الموسيقى والدراسات الثقافية؛ ولكن حتى الآن لم يُلتفت كثيرًا إلى أهمية الترجمة بوصفها عنصرًا أصيلاً في ثقافة الهيب الهوب.

تسهم الترجمة، بمعناها الواسع كظاهرة معقدة ومستفيضة، في تعزيز قدرة الهيب هوب على تخطي الحدود الجغرافية والسياسية والاجتماعية، وإتاحة الفرصة أمام الشعوب من جميع الثقافات للتعبير عن أنفسهم. ويسعى هذا العرض التقديمي إلى إبراز الدور المركزي الذي تؤديه الترجمة في بناء هوية مطربي الهيب هوب العرب في الشتات، ومنهم شادية منصور البريطانية الفلسطينية ونارسيسيست العراقي الكندي، بوصفهم فنانين ونشطاء ينتمون إلى مجتمع عالمي يلتزم بقيم مشتركة للسلام والتضامن. واعتمادًا على مفهوم التصور المسبق، سوف نحلل أغنيات ومقاطع فيديو مختارة لتحديد استراتيجيات الهيب هوب التي تستهدف إسقاط الحدود اللفظية والمجازية وإحداث تغيير في الزمان والمكان الحاليين وليس في مستقبل مثالي. ويمكن لتحليل أثر الممارسات الترجمية ودور الهيب هوب في تشكيل التصور المسبق من هذا المنظور الإسهام في تسليط ضوء جديد على الحراك الفني بوصفه أحد طرق مناهضة التيار السياسي السائد والتصويرات الثقافية المهيمنة.

ثيودوروس فيزاس
المعهد التعليمي التكنولوجي، إبيروس، اليونان

الترجمة المجتمعية في اليونان: مجتمعات بلا ترجمة

تتنامى في الوقت الراهن تدفقات الهجرة أكثر فأكثر نظرًا لأسباب اقتصادية أو كوارث طبيعية أو نزاعات. وتشهد دول جنوب أوروبا شهريًّا وصول آلاف المهاجرين واللاجئين من دول آسيوية وأفريقية، ما يؤدي إلى تعايش مجتمعات متعددة اللغات والثقافات في الدول المُضيفة. وتعد اليونان مثالاً نموذجيًا لهذه الحالة بسبب موقعها الجغرافي المركزي في جنوب شرق أوروبا. وينتظر من الترجمة المجتمعية بشقيها التحريري والشفهي سد فجوات التواصل بين المتحدثين بلغات أخرى وأجهزة الخدمات العامة. وعلى الرغم من تركيز الباحثين بشكل كبير على الترجمة الشفهية في السنوات الأخيرة نظرًا لطبيعتها العاجلة والمباشرة، إلا أن الترجمة المجتمعية لم تثر الكثير من الاهتمام بالرغم من طبيعتها المتخصصة. ووضعًا في الاعتبار تأثير النظريات الاجتماعية واللغوية الاجتماعية على دراسات الترجمة - مثل تلك التي وضعها والرستاين وبورديو وجومبيرز وغيرهم - فإننا نقدم على استقصاء وضع الترجمة المجتمعية في اليونان مع مراعاة خصوصيات السياق في البلد الذي لا يعتبر نفسه متعدد الثقافات. وإذا توخينا مزيدًا من الدقة، فلم يسبق لليونان الاعتراف بأي أقليات لغوية - باستثناء حالة واحدة فقط - ولم يحدث أي اتصال واسع النطاق بين الشعب اليوناني والمتحدثين بلغات أخرى داخل البلاد إلا عام 1991. ولم تحدث التوجيهات الأوروبية التي نقلت بالفعل الأثر المرغوب فيما يخص الاستعانة بالترجمة المجتمعية في التواصل مع الأجانب، بينما يتسبب الطلب المرتفع على اللغات غير الأوروبية في نشوء مشكلات إضافية عند البحث عن مترجمين. وفي نهاية المطاف فإن الوضع المهني للمترجم المجتمعي لم يحظ أبدًا بالأولوية في اليونان. ونخلص في دراستنا إلى أن الدولة اليونانية عليها المسارعة في تطبيق الترجمة المجتمعية بصفتها وسيلة لضمان الوصول المتكافئ للأجانب إلى الخدمات العامة، وهو عمل سوف يؤدي عبر زيادة الوعي اللغوي والثقافي، ومن ثم الارتقاء بالوضع المهني للمترجمين، إلى رفع مستوى العدالة في المجتمع.

سو-آن هاردنج
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة حمد بن خليفة

أخبرني بالقصة ولا تُغفل أي تفاصيل: ترجمة إفادات الضحايا في جنوب أفريقيا

يمثل أول لقاء بين صاحب الشكوى وضابط الشرطة حدثًا لغويًّا معقدًا تتداخل فيه بشكل متعمق عوامل اللغة والترجمة والسرد والسلطة والقانون والعدالة الجنائية. وتشكل الصياغات المكتوبة للإفادات الرسمية تحت القسم التي يسجلها ضباط الشرطة أثناء جلسات ما قبل الإدلاء بالشهادة أساس أي خطوات قانونية أخرى، ولذا فإنها جانب حيوي من جوانب القانون. وعند القيام بهذا الدور، يضطلع ضباط الشرطة بمهمتين في آنٍ واحد: العمل كمترجمين داخل اللغة ذاتها، أي أنهم يترجمون المقابلة الشفهية الأصلية إلى سرد كتابي موجز؛ والعمل كمترجمين بين لغتين، حيث يترجمون اللغة الكوسية (في هذه الحالة) إلى الإنجليزية التي تعد لغة رسمية لنظام العدالة الجنائية. وهذه الإفادات المكتوبة هي التي تكتسب الصفة الرسمية، وبالتالي (إذا وصلت الدعوى إلى المحكمة) تستخدم لتوجيه الأدلة في أثناء انعقاد إجراءات المحاكمة. وعن طريق تفريغ هذه التسجيلات التي تقوم بها الشرطة (والتي يتم التخلص منها عادة) للسرديات الشفهية الأصلية التي يدلي بها أصحاب الشكاوى، يتيح بحثنا وللمرة الأولى إمكانية إجراء تحليل نصي مقارن ودقيق بين النصوص الشفهية الأصلية باللغة الكوسية والإفادات المكتوبة باللغة الإنجليزية. واعتمادًا على نظرية السرد الاجتماعي، تقوم هذه الدراسة بتقصي تلك الترجمات والممارسات الترجمية التي يبدو أنها فقط ترسخ تفاوتات السلطة القائمة بين الأفراد المستضعفين والمهمشين من جانب والعاملين في نظام العدالة الجنائية من جانب آخر. ونحن نرى أن زيادة الوعي باحتمالات التلاعب الكامنة في هذه الممارسات يمكن أن يشكل قاعدة لوضع برامج تدريب للشرطة من شأنها أن تسهم في تعزيز وتمكين ثقافة المسؤولية الاجتماعية المؤسسية والترجمة الأخلاقية وتوفير العدالة الجنائية والاجتماعية حتى في اللقاءات التي تتسم عادةً بالصعوبة والتوتر الشديد.

أولكاي سينير
جامعة دوكوز أيلول، تركيا

الترجمة الشفهية في مجال الرعاية الصحية في تركيا

يشهد مجال الترجمة الشفهية المجتمعية تطورًا مهنيًّا في جميع أنحاء العالم نظرًا للحاجة المتزايدة للمترجمين الشفهيين في دوائر الخدمات الاجتماعية. ويمكن وضع تركيا ضمن الدول التي يزدهر فيها مجال الترجمة الشفهية المجتمعية؛ إذ إن تركيا وجهة للسياحة متعددة الأنواع، ومن بينها السياحة الصحية. ومن ثمّ، توظف العديد من المستشفيات الخاصة مترجمين شفهيين لتمكين التواصل بين موفري الرعاية الصحية والمرضى.

على الجانب الآخر، ثمة بحوث أكاديمية ضئيلة للغاية تتناول الترجمة الشفهية في مجال الرعاية الصحية أو المجال الطبي بوصفها مسارا فرعيا للترجمة الشفهية المجتمعية في تركيا، وذلك على الرغم من انتشار ممارستها. ونظرًا للطبيعة الفريدة لهذا النوع من الترجمة الشفهية الذي يعدّ التواصل فيه محوريًا لتوفير رعاية وعلاج على درجة عالية من الدقة والجودة، فإن الدور المنوط بالمترجم الشفهي في مجال الرعاية الصحية من حيث الأخلاقيات لا يزال بانتظار البحث والمناقشة. كما أن غياب توصيف وظيفي واضح ومدونة للأخلاقيات والسلوك في تركيا يفرض تحديات في الممارسة أمام موفري الرعاية الصحية والمترجمين الشفهيين وكذلك المرضى، ما ينطوي على مخاطر تتهدد جودة الخدمة.

يركز هذا العرض التقديمي على دراسة حالة يتم من خلالها تقصي دور المترجم الشفهي فيما يتعلق بقضية الأخلاقيات في الترجمة الشفهية في مجال الرعاية الصحية. ويتضمن النقاش الوارد في هذه الدراسة الملاحظات والمقابلات التي أجريت مع 15 مترجمًا شفهيًا يعملون في مستشفيات خاصة في تركيا، وذلك ضمن دراسة أوسع نطاقًا للترجمة الشفهية في مجال الرعاية الصحية في تركيا.

سوف يجري تحليل دور المترجم الشفهي في البيئات المذكورة أعلاه على مستويين: أثناء فعل الترجمة الشفهية وما يتجاوزها على المستويين الجزئي والكلي؛ حيث تُناقش الخيارات التي يتخذها المترجم الشفهي على المستوى الجزئي أثناء فعل الترجمة الشفهية في ضوء علاقتها بالدور والأخلاقيات على المستوى الكلي المتخطي للترجمة ذاتها. وتشير المقابلات التي أجريناها مع المترجمين الشفهيين في مجال الرعاية الصحية أن المصطلحات الطبية تمثل إحدى المشكلات الرئيسية أثناء القيام بالترجمة الشفهية، وأن عدم الإلمام بالمصطلحات الطبية قد يؤدي إلى حدوث حالات سوء فهم وأخطاء خلال عملية الترجمة. بيد أن دور المترجم الشفهي بوصفه "مستشارا دوليا للمريض" يعدّ من القضايا الأوسع نطاقًا التي تستحق النقاش كما تكشف عن ذلك ملاحظاتنا والمقابلات التي أجريناها. فالمترجم الشفهي يضطلع بدور محوري في تجسير الهوة بين موفري الرعاية الصحية والمرضى خلال عملية الترجمة الشفهية وما بعدها. وسوف تسهم البيانات التي حصلنا عليها من المترجمين الشفهيين في مجال الرعاية الصحية في تقديم وصف ثري وتأسيس فهم أعمق لهذا الدور المعقد في بيئات الرعاية الصحية في تركيا.

المَراجع:

Angelelli, C. V. Medical Interpreting and Cross-Cultural Communication. UK: Cambridge University Press, 2004.
Corsellis, A. Public Service Interpreting: The First Steps. London: Palgrave Macmillan, 2008.
Hale, Sandra Beatriz. Community Interpreting. New York: Palgrave Macmillan, 2007.
Gentile, A., U. Ozolins and M. Vasilakakos. Liaison Interpreting: A Handbook. Australia: Melbourne University Press, 1996.
Pöchhacker, F. and M. Shlesinger (Ed.), Healthcare Interpreting. Amsterdam/Philadelphia: John Benjamins Publishing Company, 2007.
Pöchhacker, F. “'Getting Organized': The Evolution of Community Interpreting” in Interpreting 4(1), 125–140. 1999.
Pöchhacker, F. Introducing Interpreting Studies. London: Routledge, 2004.
Pöchhacker, F. “The Community Interpreter’s Task: Self-Perception and Provider Views” in The Critical Link 2: Interpreters in the Community, edited by R. Roberts, S. E. Carr, D. Abraham, A. Dufour, 49-67. Amsterdam Philadelphia: John Benjamins Publishing Company, 2000.

بشير محجوب راجع
 جامعة غرناطة (إسبانيا)

منهج تطبيقي في تعلّم الترجمة الفورية من الانجليزية والفرنسية والإسبانية إلى العربية

يعتبر العديد من مؤرخي الترجمة ممارسة الترجمة الشفوية من أقدم المهن (Baigorri 2000; Herbert 1978; Hermann 1956 )، حيث أن أصلها يعود بالضرورة إلى بداية ظهور الكائن البشري وإلى وجود أفراد أو مجتمعات لا تتواصل بنفس اللغة (Haensch 1965: 3). تطورت الترجمة الشفوية على مر العصور في الشكل والممارسة مواكبةً تطور احتياجات مستعمليها. فالترجمة الشفوية الفورية في يومنا هذا تتمتع بحضور قوي على الصعيد المحلي والدولي نظرا لاعتمادها في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، وأثناء التغطية التلفزيونية للقاءات ذات الطابع اللغوي المتعدد. وعلى الرغم من أهميتها وكثرة الاستعانة بها، تكاد لا تكون طرق عملها موضع بحث ودارسة واسعة في العالم العربي. فالأعمال الصادرة عن هذا الحقل تقتصر على ثلاثة كتب على حد قول الأستاذ عبد الله العميد (2009). تنظر الكتب الثلاثة  للمبادئ الأساسية للترجمة الشفهية بصفة عامة ولا تأخذ بعين الاعتبار تعلّم الترجمة الفورية بصفة خاصة.

فالترجمة الفورية نشاط لغوي تواصلي ومعرفي يكون فيه الترجمان هو المسؤول عن عملية الوساطة اللغوية والثقافية، من خلال استخدام مجموعة من الاصطلاحات اللغوية والأسلوبية والثقافية، تتعلق بلغة وثقافة الخطاب المترجَم إليه (باليرو غارثيس 2015). وتعتمد عملية الترجمة الفورية على أربع أشواط رئيسية شبه آنية: (1) الإصغاء لخطاب المتحدث، (2) وتفكيك معناه، (3) وبناء العبارة الترجمية المقابلة له في ذهن الترجمان، (4) وإلقاؤها بطريقة سليمة في اللغة الهدف. وعليه فإننا نقترح في هذا المنهج مقاربة تعليمية تطبيقية نظرية تتطرق في المرحلة الأولى من التدريب إلى كل واحدة من هذه المهارات على حدة، وذلك عبر تمرينات تمهيدية موجهة خصيصا لتعلّم وإتقان هذه المهارات، على أن يبدأ المزج بينها بشكل تدريجي وتصاعدي مع إدخال صعوبات عدة خلال التقدم عبر وحدات المنهج، إلى غاية أن يتمكن المتعلّم في المرحلة المتقدمة من القدرة على ممارسة الترجمة الفورية بأداء جيد يضمن مبادئ الجودة الأساسية. جزأنا هذا المنهج إلى تسع وحدات مرتبة بشكل تصاعدي في ثلاثة مستويات: أساسي، ثم متوسط، ثم متقدم. تشمل كل وحدة فيديو ونص مداخلة حية بالإنجليزية وأخرى بالفرنسية وأخرى بالإسبانية يغطين جملة من المواضيع التي تترجم عموما في السوق المهنية الحرة وفي المؤسسات المحلية والدولية، وكذا معطيات نظرية وتمرينات تطبيقية حسب كل مستوى.

المراجع:

باليرو غارثيس، كارمن (2015) أشكال الوساطة بين الثقافات: الترجمة التحريرية والشفوية في الخدمات العامة. بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون
 بصافي، رشيدة (2003)  مقاربات في تعليمية الترجمة الفورية، وهران، دار الغرب.
الخوجلي، هـشام (2004)  الترجمة الفورية، الرياض، دار طيبة.
الدرويش، علي محمد (2003)  دليل الترجمان في مبادئ الترجمة الشفهية، ملبورن (استراليا) منشورات رايتسكوب.
العميد، عبد الله. ترجمة دراسات الترجمة، جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات (عتيدة) في: goo.gl/5VZagS {آخر مراجعة: 21 سبتمبر/ أيلول 2016}.

BAIGORRI JALÓN, J. (2000). La interpretación de conferencias: El nacimiento de una profesión: De París a Nuremberg. Granada: Comares.
BAIGORRI JALÓN, J. (2004). Interpreters at the UN: A History. Salamanca: Ediciones Universidad de Salamanca.
HAENSCH, G. (1965). Técnica y picardía del intérprete diplomático. Munich: Max Hueber Verlag.
HERBERT, J. (1978).  “How Conference Interpretation Grew”. Language Interpretation and Communication 6, 5-10.
PÖCHHACKER, F. (2004). Introducing Interpreting Studies. New York: Routledge.

جمال محمد جابر عبدالله
جامعة الإمارات العربية المتحدة، دولة الإمارات العربية المتحدة

دور المترجمين والعوامل السياقية في تطوير دراسات الترجمة باللغة العربية

بالرغم من أن اللغة العربية كانت لغة واحدة من أكبر حركات الترجمة في التاريخ، التي شهدت ترجمة الأعمال العلمية والفلسفية اليونانية إلى اللغة العربية، لم تبدأ دراسات الترجمة باللغة العربية في التبلور كفرع معرفي إلا في الآونة الأخيرة، تقريبًا بعد عقدين من بلوغها مرحلة النضج كفرع معرفي مكتمل الأركان في لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية. وتسعى هذه الدراسة لاستكشاف دور المترجمين وبعض العوامل السياقية التي دفعت بهذا التطور الأخير الذي شهده تخصص دراسات الترجمة باللغة العربية، إلى جانب استعراض وضعه الحالي والتحديات التي يواجهها في سبيل إحراز المزيد من التقدم وآفاقه المستقبلية. ترتكز الدراسة على مسحٍ للأدبيات المتعلقة بالترجمة وأحداثها وتطوراتها، وتشير نتائجها إلى أنه بالإضافة إلى العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيدين الدولي والإقليمي، يضطلع المترجمون بدور بارز في تطوير تخصص دراسات الترجمة باللغة العربية؛ إذ ترجمت العديد من الأعمال الهامة في مجال دراسات الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية، ما أسهم في تأسيس قاعدة معرفية تخدم الأكاديميين والباحثين والطلاب والكتاب والممارسين العرب. كما تشير الدراسة إلى أن ثمة تحديات تواجه عملية تطوير دراسات الترجمة باللغة العربية، من بينها ترجمة المصطلحات والتوحيد القياسي.

المراجع:

ALECSO. 1996. al-Khitta al-Qawmiyya li-al-Tarjama. Tunis: ALECSO.
Arab Thought Foundation. 2007. Diraasaat wa Abhaath al-Multaqaa al-Dawlii al-Thaanii li-al-Tarjama. Beirut: Arab Thought Foundation.
Baker, Mona. ed. 1998/2009. Routledge Encyclopedia of Translation Studies. London and New York: Routledge.
Gutas, Dimitri. 1998. Greek Thought, Arabic Culture. Madison Avenue and New York: Routledge.
Farghal. M. and Mannaa'. A. 2013. al-Tarjama bayna Tajalliyaat al-Lugha wa Faa'iliyyat al-Thaqaafa. London: al-Sayyaab Publishing.
al-Hakiim, As'ad. 1994. 'Ilm al-Tarjama al-Tatbiiqii. Damascus: Daar Tlaas.
al-'Imaam, Mujaab and Muhammad Abdul'aziiz. 2014. al-Tarjama wa 'Ishkaalaat al-Muthaaqafa. Doha: Muntadaa al-'Alaaqaat al-'Arabiyya al-Dawliyya.
Khasaara, Mamduuh. 1994. al-Ta‘riib wa al-Tanmiya al-Lughawiyya. Damascus: al-'Ahliyya.
al-Jumaylii, Rashiid. 1980. Harakat al-Tarjama wa al-Naql fii al-Mashriq al-'Islaamii. Benghazi: Manshuuraat Jami'at Garyuunis.
al-Sayyaadii, M. 1993. al-Ta'riib wa Tansiiquhu fii al-Watani al-'Arabii. Beirut: Markaz Dirasaat al-Wahda al-'Arabiyya.
Stetkevych, Jaroslav. 1970. The Modern Arabic Literary Language: Lexical and Stylistic Developments. Washington D. C.: Georgetown University Press.
Al-Tayaari, Muhammad. 1980. al-Ta‘riib fii al-Watan al-‘Arabii. Beirut: Markaz Dirasaat al-Wahda al-‘Arabiyya.
Zaytuunii, L. 1994. Harakat al-Tarjama fii 'Asr al-Nahda. Beirut: Daar al-Nahaar.

إيفانثيا ساريداكي
جامعة أرسطو، اليونان

المترجم كوسيط اجتماعي وأيديولوجي: دمج البعد الاجتماعي للمترجم في برامج تدريب المترجمين

بالرغم من أنه كثيرًا ما يُنظر للمترجمين في الأساس على أنهم اختصاصيون في اللغات، إلا أن معرفتهم ومهاراتهم تمتد إلى ما هو أبعد من كفاءتهم اللغوية. وبوصفهم كائنات اجتماعية، يشارك المترجمون في نشاطٍ اجتماعيٍ بامتياز تحكمه الاحتياجات التواصلية لأناسٍ حقيقيين ضمن سياقٍ اجتماعيٍ حقيقيٍ. ومن ثمّ تهدف هذه الورقة البحثية إلى تقديم إطارٍ للتفكير المتأمل في البعد الاجتماعي للمترجم، ودمج الجانب الاجتماعي لعملية الترجمة في دورات تدريب المترجمين. بادئ ذي بدء، سوف نناقش بإيجاز بعض المسائل المتعلقة بمفهوم "البعد الاجتماعي للمترجم"، مثل المترجمين كأعضاءٍ في مجتمع الترجمة والشبكات الاجتماعية الأخرى، والمترجمين بوصفهم "صائغين نشطين لملامح النص المصدر"، والمترجمين كمشاركين في الحياة السياسية والثقافية والفكرية لمجتمعاتهم. وعلاوة على ذلك، سيتم تحليل الآثار المترتبة على الدور الاجتماعي للمترجم في مجال التنظير للترجمة وتدريسها. ولهذا الغرض، سوف نشير إلى الكفاءات الاحترافية على النحو المحدد في برنامج الماجستير الأوروبي في الترجمة الذي يمثل نيل اعتماده شهادة جودة لبرامج تدريب المترجمين على مستوى درجة الماجستير، إذ تُمنح هذه الشهادة للبرامج التي تلبي معايير الجودة المقبولة بشكل عام في مجال تدريب المترجمين، وغايتنا من ذلك تقصي ما إذا كان اكتساب الكفاءة الاجتماعية يشكل إحدى الأهداف التي تتوخاها البرامج الأعضاء في شبكة برنامج الماجستير الأوروبي في الترجمة. وسوف نختتم بتقديم بعض الاقتراحات لدمج البعد الاجتماعي للمترجم في مقررات نظرية الترجمة. وسيتم بإيجاز عرض بعض المقاربات المنهجية مثل نموذج موسوب لمقرر نظرية الترجمة، والمقاربة النظرية عند كولينا، ومقترحات روبنسون، بوصفها جميعًا أدوات تعليمية من شأنها أن تساعد مترجمي المستقبل على فهم العمليات الاجتماعية بصورة أفضل والاضطلاع بدور مسؤول وأخلاقي فيها.

دي وو
جامعة أوكلاند، نيوزيلندا

تطوير كفاءة الترجمة: تصورات المعلمين والطلاب وممارساتهم

تنحى البحوث الحالية في مجال تعليم الترجمة منحى نظريًا أو تطبيقيًا. وبالرغم من إمكانية العثور على بعض المصنفات المنشورة في مجال تدريب المترجمين، فإن معظمها ذات "طابع حكائي" (كيلي ومارتن، 2009، ص. 299). ولا يمكن اعتبار هذه الدراسات إلا في إطار تبادل الخبرات الفردية أو المؤسسية أو الوطنية غير المدعومة بأدلة تجريبية. بخلاف ذلك، ينصب تركيز البحوث دائمًا على جوانب غير شخصية، كالمحتوى أو الأنشطة التي يجري تنفيذها داخل صفوف دراسة الترجمة، في حين يتم تجاهل العوامل البشرية، وبخاصة معلمي الترجمة. تسعى هذه الدراسة لفهم التصورات لدى معلمي الترجمة ودارسيها حيال كفاءة الترجمة واستراتيجيات تدريسها، بالإضافة إلى تقصي ممارسات التدريس الفعلية التي ينتهجها المعلمون داخل الصفوف الدراسية. وتتبنى الدراسة مقاربة منهجية مزجية؛ حيث أجريت دراسة كمية أولية باستخدام استبيان للمعلمين وآخر للطلاب بغية فهم التصورات والممارسات لدى 100 معلم و300 طالب. وقد أعقب ذلك إجراء دراسة نوعية تضمنت ملاحظة الممارسات التدريسية التي ينتهجها 6 من معلمي الترجمة. بعد ذلك، أجريت مقابلات شخصية مع هؤلاء المعلمين و12 طالبًا من طلابهم (بواقع طالبين اثنين لكل معلم خضعت ممارساته التدريسية داخل الصف للملاحظة). وفي هذا العرض التقديمي، سوف يقدم المؤلف أولاً نتائج التطابق والتباين بين التصورات عند المعلمين والطلاب، وبين التصورات والممارسات عند المعلمين، وبين استراتيجيات التدريس المفضلة عند المعلمين والطلاب، وذلك اعتمادًا على التحليل الإحصائي (بما في ذلك اختبار-تي للطالب "t-test"، وتحليل التباين متعدد المتغيرات "MANOVA"، وغيرهما). بعدها سيناقش مؤلف الدراسة الأسباب التي أدت إلى التطابق والتباين بين المعلمين والطلاب بناء على البيانات النوعية. وسوف يتطرق المؤلف في الجزء الأخير من العرض التقديمي لبعض الآثار على تدريب المترجمين، والتطوير الذاتي لمعلمي الترجمة، وصوغ سياسات مؤسسات الترجمة.

عوض الكريم الحسن
كلية الآداب والعلوم التطبيقية، جامعة ظفار، سلطنة عمان

نهج قائم على المتون لتدريب طلاب الترجمة التحريرية والشفهية الدارسين للغة الإنجليزية كلغة أجنبية: تجاوز الحدس والمعاجم ثنائية اللغة

شهد حقل الترجمة ومجال تعليم المترجمين التحريريين والشفهيين في الآونة الأخيرة اعتمادًا متزايدًا على المتون اللغوية؛ إذ يمكن للمتون أحادية اللغة والمتوازية والمقارنة أن تقدم رؤى متعمقة ومعرفة ثرية حول أفضل الطرق والاستراتيجيات والممارسات في التعامل مع مشكلات الترجمة التحريرية والشفهية. وعلاوة على ذلك، يمكن باستخدام المتون المتوازية - على وجه الخصوص - مساعدة طلاب الترجمة التحريرية والشفهية على إنتاج ترجمة أكثر دقة وأوضح معنى في اللغة الثانية المترجم إليها؛ نظرًا لأن هذا النوع من المتون اللغوية يمكنه أن يوفر أمثلة حقيقية لنصوص مترجمة مختلفة الأنواع من أعمال مترجمين محترفين وخبراء في الترجمة. يتضمن هذا العرض التقديمي اقتراحًا لنهج قائم على المتون أحادية اللغة والمتوازية والمقارنة بهدف تمكين معلمي الترجمة من صقل مهارات الطلاب واستراتيجياتهم من أجل إنجاز مهام الترجمة بفاعلية وكفاءة، وضمان الأداء الناجح في وظائفهم المستقبلية في مجال الترجمة التحريرية والشفهية. وسوف يركز النهج المقترح على مهام الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، وذلك لأن الصعوبات تبرز على الأرجح عند الترجمة إلى اللغة الهدف وليس العكس. كما يناقش العرض التقديمي تجارب بعض طلاب الترجمة في إحدى الجامعات السودانية المسجلين لدراسة مقرر في الترجمة كأحد متطلبات الحصول على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية. وللنهج المقترح هدفان رئيسيان: أولاً، يسعى إلى تزويد معلمي الترجمة التحريرية والشفهية ودارسيها بموارد إضافية تتجاوز حدود (الحدس) والمعاجم "التقليدية" (ثنائية اللغة) باعتبارها الأدوات الوحيدة للترجمة التي يغلب استخدامها في هذا السياق تحديدًا. ثانيًا، من المؤمل أن يعمل هذا النهج على لفت انتباه المعلمين والباحثين في العالم العربي المهتمين بمجالات اللغويات التطبيقية وتدريس اللغة الإنجليزية لمتحدثي اللغات الأخرى إلى المتون اللغوية بوصفها مجالاً واعدًا في البحث العلمي والتربوي المتعلق بالترجمة وتدريب المترجمين التحريريين والشفهيين. وسوف تناقش كذلك التحديات المحتمل مواجهتها عند تنفيذ النهج المقترح، إلى جانب عرض الآليات المقترحة للتغلب عليها. وأخيرًا، سيتم مناقشة بعض الآثار التربوية وتقديم مقترحات لإجراء مزيد من البحوث مستقبلاً

Top